إلى العالمِ أجمع..
إلى مَنْ لا يفقَهُ في علمِ ليلى..
منِّي أنا..
تطوفُ الغيومُ كما العثَرَاتُ في اللَّيالي ، تُنَادِي الاستفهامُ والتَّعجُّبُ... لِمَ كلّ هذا اللَّغطِ في السُّؤالِ عنها.؟ ولِماذا اقترفْتُ ليلى في كتاباتي.؟
أظنُّ أنَّنَا في هذا الزَّمانِ الشَّائكِ ، قد لا نعرِفُ تماماً ماهيَّةَ الحقيقةِ ، بَلْ وأنَّنَا نغُوصُ في اللَّاشيءِ ظنَّاً منَّا أنَّ الاكتشافَ هو الشَّيءُ ، لكن صدِّقوني ، إنَّ الجنونَ هو جوابُ كلّ شيءٍ.
كتبْتُ ليلى وأنا على ثقةٍ تامَّةٍ أنَّ هذه الرِّسالة ستكون -دُونَ شكٍّ- إحدَى الرَّسائلِ المُهِمَّةِ لشرحِ طموحاتي في نقلِ معرفتي من مدرسةِ ليلى إلي العالم كلِّه ، لكِنَّنِي لم أجِدْ بعدُ الطَّريقةَ المُلائِمةَ لإيصالِ فكرةِ التَّعظيمِ في قاموسي.
قالَ لِي أحدُهم أنَّهُ لا يرفعُ يدَهُ اليُمنَى إلَّا للسلامِ النَّابعِ من القلبِ أو للتعظيمِ.. ، وقد اتَّخذْتُ هذا قاعدةً في إبحاري داخلَ أعماقِ الحرفِ والكتابةِ. حتَّى اكتشفْتُ ليلى ، فرفعْتُ يدِي اليُمنَى للكتابة عنها ، دُونَ أنْ أعِي تاريخ أبجدياتي قبلها.
لا ترَوْنَ الميناءَ بعدُ.؟ أمَا زالَتْ أفكارُكُم ضائِعةً في اللَّاشيء.؟
حسَناً..ليلى كَكُلِّ المدارسِ ، رواقٌ جميلٌ نستخرِجُ مِنْهُ معنَى الحياةِ ، وكيفيَّةَ البقاءِ على مقربةٍ من الحقيقةِ لإدراكِ كُلَّ المشاكلِ ، مشاكلُ الحُبِّ والعلاقاتِ ، فقد اتَّخذَ الحُبَّ شكلاً و هيئةً بشِعةً في وقتِنا الحاليّ ، حتَّى باتَ الرِّجالُ يرفِضُونَ الاعترافَ بِهِ حِفاظاً على مستقبلٍ مُزهرٍ مع شريكةِ الحياةِ ، وباتَتِ النِّساءُ ترفِضُ الاعترافَ خَوفاً من فقدِ الكبرياءِ...
لكن مهلاً.. لِمَ الخوفُ.؟ طالَما أسميْنا كلّ هذا الرَّفض حُبَّاً ، أظنُّ أنَّكُم بعيدُونَ جِدَّاً عن الحُبِّ يا سَادة يا كِرام.
ظلَلْتُ أغوصُ في الحَيْرةِ وأغرقُ في بكائِي حتَّى تخرَّجْتُ من ليلى بمُعدَّلٍ ممتازٍ ، استطعْتُ حينَها قتلَ كلّ هذه الأفكار عن الحُبِّ والخطيئةِ ، استطعْتُ نحرَ إبليسٍ المُتَوَغِّلِ بينَنا نحنُ العاشقين ، واستطاعَتْ ليلى بدورِها تصويبَ أقلامِي لِمَا هو هادفٌ ومُمْتِعٌ في حينٍ واحدٍ.
طالَ الحديثُ..
طالَ اللَّيلُ..
وطالَتِ الرَّسائلُ..
وليلى لم تزَلْ ليلى ، تُهَنْدِسُ الحُبَّ ، تُطَرِّزهُ.
إنَّ في حياةِ كلٍّ منَّا ليلى ، تنتظِرُ الزَّمانَ المُناسبَ ، تُعلِّمنا أنَّ الحزنَ قدرٌ ، وأنَّ الفرحَ ليسَ إرادةٌ ، وأنَّ الأفضلَ على الإطلاقِ هو السَّلامُ ثُمَّ السَّلامُ..
فالسَّلامُ لكُم.. يا سَادة يا كِرام.
عيسى ماهر
0 تعليقات