غريب مَصنوعٌ من الورق

 غريب مَصنوعٌ من الورق قلب مُنكسرٌ يتَحَولُ إلى فُتاتِ خبز مَطُحونً تَتطاَيرُ حَوُلهُ الطّيوُر المُهاجَرةَ من موطنها الأّصَليِ، يتَضحُ أنَّ صَاحِبهُ غَريبٌ عابر مليء بالنُدَوبُ والجراح العديَدةَ التَي تنَزفُ دماءً لوُنَها أسَودٌ قاَتمِ كأَنّهُ أمضى ما بين القلم والَحِبرِ الأَّسَود أو بيَن الخَطَايا العَديدَة التَيِ جَعَلتهُ ينَزفُ سواديتين الأَّورَاقَ والصَفحاتِ الفَارغَة التَيِ تمَلأُهَا خَربشات مجهَولُة ٌالمعَنىَ أو ذات معنىً عمَيقٍ للغاية أمَضىَ حَياتَهُ وَهوَ يكتب بلاشي يكون جُملةً يظنُهَا حلاً لَينجُو من الهلَاكِ الذَيِ أصّابه ُفَجعلهُ غرَيبٌ حَتى َعن نَفسِه ُ،يَريدُ كُل شَيءٍ ولا يَمتلِكُ سَوا العَّدم وذَاكَ القّلم الذَيِ سينَتهَيِ بهِ الأّمر بغَرسِهُ فيِ قلبَهُ فيخَتَلطُ دمهُ بذلَكَ الحِبر الأسَودِ فَيكتَبُ العَديدَ منْ النَصوَص الحزينة غريب يَسيرُ بلاَ وجهةٍ معينة ًيتجهُ نحو مسَرحٍ يدفع بسَودَاويتهِ إلى الازدياد مسَرحُ الجَماهيرِ القلقَة، نَحوَ الَإرتَطامُ والُوقوعُ تحَتَ مُسمَياتٍ كثيَرةٍ من كاَتبٍ مبتدئة لَا قيَمة ًلهُ، إلىَ كاتبٍ ناَجح معلَومٌ للجَميعِ رغمَ كونِه غريب ذاك الغَريبُ اتخذ الحِبرُ والأوَراقُ موطنٌ لُه ،خَلاصٌ للَغربةِ الداخلية للمعارك الدَامية التي يخُوضُها بلا رحمة كان لاجى للمَوطَن الوحَيد الذي وجده أمَامهُ الورقةُ والقلم المجهول الهويةِ رغم معَرفةِ الجمَيع بمَشَاعرهِ وكلَمَاته التي يَخطُها بِحب وشَجاعةٍ كَبيرةٍ، كان غرَيبٌ للحَدِ الذي لا حدَودَ ِلهُ، غريب  مَشاعرهُ المُضطّربة َكأنّه يَصِفُها لشَخصٍ معروَفٍ ،كلَماتُه السوَداويَة تنقش بغَباشٍ كبيَرٍ للغاية ٍسَببتهُ الدَموعٍ التي تنسكب فوق الكّلماتِ المَخطَوطَة الملَيّئة بالندم و بالَخوفِ ،بِكل شيءٍ يدفعُ إلَى حافة الحُزن أو الوُقوع بِإتَقان أسلوبٍ غُربةُ القلّم ،بالتفَردِ والتَميزِ بالقلم كان  ذلك الغرَيب مصَنوع من اَلورَق المقَوىَ والَحِبر َفقَط، لذلَك َكاَنَ يُمارَس أشد أنواَع الغُربةِ تمَيُزاً وهي غُربةُ القّلمِ …

آيَهَ طَه