عِوضُ قلبي | إیلاف عودة

عوَّضَ االله لقلبي..
سیسمحُ لكَ الكون جمیعه أن تحزنَ، فلا تلقِ اللَّومَ على مَن لم تشرحْ له مصابك، اِحمل في كوامنكَ عتاباً ثقیلاً على مَن وعدكَ بالإنصاتِ ثمَّ غیَّبَ سمعه، ووعدكَ بالبقاءِ ثمَّ فرِغَ مكانه، رُبَّ شخصٍ - یأتیكَ تسخیراً مِن عندِ االلهِ - یحملُ لكَ المدادَ الرَّبَّانيَّ، فینتَشِلُكَ من زَيفِ صداقاتٍ قد استعجلتَ في بنائها.. یقولُ لكَ: "جُعلْتُ فداءَك!"؛ إن نزفتَ فمن عِرقي، وإن ألِمتَ مِن ضلعي..
لصدیقٍ دخلَ حیاتي فجأةً، وعندما آتیه قائلةً له: "إنِّي متعبة"، یقولُ:"كوني بخیر لأكون بخیر!".
إنَّني لو قضیتُ حیاتي كلَّها شكراً لكَ.. فلن أفیَكَ حقَّك.
أتعرفُ لماذا؟! لأنَّكَ انتشلتني من بئرِ الخیبةِ عندما سقطتُ فیه ولم أجد عوناً لي سِواك.
اِحتارت حروفي في وصفكِ أیا رحمة االله!
حلَّت عليَّ، فأضاءت بعضاً من الظَّلام الَّذي سیطرَ على قلبي، لكن.. أیُشكرُ الحبُّ؟! أم أنَّ بعض الحروفِ والجملِ تفي بالغرضِ في وصفك؟
واالله لو أنَّ كلَّ النَّاسِ یفكرونَ كما تفكِّرأنتَ، لرأینا معاً كیف سیختفي الحزن تدریجيَّاً من هذه الحیاة، ولرأینا كیف سیعمُّ الحبُّ بین النَّاسِ.

یا صاحِ.. اعلمْ أنَّني لن أسمحَ لكَ أن تحزن، لأنَّنا سنستبدلُ الحزنَ أفراحاً، ونبعدهُ من بیننا، لنقومَ بعدها بنشره بین الجمیع، فمهما كان حزننا كبیراً، لا بدَّ أن یتبدَّدَ وینجلي، وكما تعلم "لا شيءَ یبقى كما هو".
وضَع في بالك هذه القاعدة (كلُّ مرٍّ سیمرُّ).
كلُّ الأمورِ تبدأُ صغیرةً فتكبر وتنمو إلَّا الحزن، فهو یبدأ كبيراً فیتقلَّصُ ویصغر، لینجلي بعد ذلك.
تذكَّر دائماً: "أنَّ حزننا واحدٌ، وفرحنا واحدٌ، وكِلانا واحدٌ.. لكن بجسدینِ مختلفینِ".
رسالتي لك:
"لم أرَ أقوى منكَ عزیمةً، ولم أجد مثلكَ في القدرة على تحمُّلِ الصِّعاب..
لذا فإنِّي على یقینٍ بأنَّكَ ستحقِّقُ كلَّ ما تریده یوماً ما، وستتذكَّر ما قلته لكَ.
لا تهتمَّ للمثبِّطین.. الَّذین لا یریدونَ لكَ الفلاحَ، ولا تنحنِ أمام أقوالهم، فهم لا یریدون إلَّا إحباطك.
إن شعرت يوماً بالهمومِ، فألقِها عليَّ..
إن شعرتَ بالحزنِ یوماً، فشاركني فیه..
لكن لا تمحُ ابتسامتك.. تلكَ الَّتي تعطي قلبيَ الحیاة، ولا تطفئ بریق الحبِّ في عینیكَ لكي لا أنطفئ.
إن شعرتْ روحكَ بالغربةِ، علیكَ بي فإنِّي لا أخیِّبكَ.
فكل ما أرجوه منك أن لا تحزن عیناك، وتفقد أحبَّتك، وأدعو االله أن یحقِّق أحلامك.
انزع كلَّ ما یؤلمُ قلبك، وارمهِ في قلبي، لكن لا تُحزن نفسك.
اروِ قلبك من بحر الهِمم، وستصلُ بقوَّةٍ وفرحٍ إن شاء االله..
فمن طلبَ العُلا سهِر اللَّیالي
إیاك والیأس؛ إنِّي أراك ذا قلبٍ قويٍّ، وتستطیع التغلُّب علیه بعون االله.
لا حرمني ربِّي من صحبة الصَّالحین المصلحین أمثالك، وأدامَ االله لكَ قوَّتكَ وقوَّة قلبكَ، وإشراقكَ، وعزیمتكَ

ايلاف عودة