ضالتي | سمر بعث




شَجٌّ ممزَّقٌ، قنوطٌ مكرَّرٌ، آلامٌ مكتظَّةٌ مضمَّضةٌ بأكنانِ الرُّوح ضنینَةٌ، رحمةٌ منبسطةٌ لتنحیةِ الضَّنَكِ وهاجسُ الرُّوحِ لاسترداد مسرَّةِ الجَنان وابتهاجِ لُبِّ الحیاة .
لنفسٍ تنتظرُ تَيَمُّنَ السُّرى.. تذكَّرتُ ضالَّتي.
ما بین السَّادسةِ والسَّابعةِ كان قلبي یختلجُ شوقاً إلیه، من شدَّة شوقي وحبِّي له كنت أقفُ على نافذتي، وأحدِّقُ بشغفٍ آاااملُ أن أراه، كنتُ أنتظره بالسَّاعةِ.. بالدَّقیقةِ.. بالثَّانیة، على أن أراهُ برهةً، على أن أومئُ بوجهي، وأملي ناظريَّ ببریقِ وشعاعِ مرورهِ أسفلَ شرفتي.
إلَّا أنَّه كانَ لا یرى ولا یشعرُ بما أشعرُ به، كانَ مستهتراً، غیرَ مكترثٍ لمشاعري وحبِّي وشوقي لهُ، رغم معرفته بذلك، رغمَ علمهِ بالضَّجیجِ الَّذي یحصلُ في داخلي، إلَّا أنَّه كانَ یستمتعُ بلا مبالاته، رغم حبِّي وشوقي وانتظاري له، إلَّا أنِّي أكرهُ السَّماعَ باسمه، رغم حنینِ قلبي لرؤیته إلَّا أنَّ عینيَّ تأبى النَّظر إلیه، رغم صبوَة الرُّوحِ وشغفها إلَّا أنَّها كادت تنفر منه.. تنفرُ من وعوده الممروغة، تنفرُ من أفعاله المغایرة لكلماته، رغم علمي ومعرفتي بأنَّه مراوغ، وأّنَّ ما یحمله قلبي له من ودٍ وحبٍّ وصفاءٍ لا یوائِمُ قلبه المخادع.
إنَّ قلبه قد ضلَّ …
فأنا أدعو االله العزیز أن يَرُدَّ إليَّ ضالَّتي.. أن یَرُدَّ إليَّ قلبه.
فأنا بانتظاره.. لن أغادر شرفتي بانتظارِ تلألُؤِ نوره، بانتظارِ توهُّجِ مرورهُ لینیرَ وجه قلبي، لتتحسَّسَ أذنيَّ خطا إقدامه، وتستشعر روحي تنهُّداتِ أنفاسه.
إني بانتظارك.. آاااملَ أن تعودَ لي بحبٍّ وشوقٍ وشغفٍ..
آاااامل أن تعودَ لي مدركَ الحبِّ بشرائعِ االله، متجنِّباً وعودكَ الممروغة…
إنِّي بانتظارك..
لكن إذا ملَّ قلبي الانتظار أعِد لي قلبي وأنت… أنت لاتعود…


إرسال تعليق

0 تعليقات