محطات
١:٣٥
بالقرب من المَحطة ... أستند على أحْدَ الأعمدة، يُحلق من فوقي سِربٌ من الطيور، أتتبعه، مكتوَفة اليدين، أتساءل :
” متى سأجد مَحطتي الأخيرة ؟ “
شرَّدت .. أمسكت بمُفكرتي وتبسّمت، كنت حينها كفتاةٍ تخلّت عن جميع مُشكلاتها و بدأت تكتب…
دَوّنت :
ملاحظتي طويلة الحَسَا، إنني أستنشق الهواء، أتصور اللاشيء، وأبحث دوماً عن مَخرج.. فبربكم .. هل سنُكمل هذا العُمر دون أن نُحارب لقب "السُجناء" و"المُغفلين" ؟
استَجمع الصور..
مَحطتي الأولى "سبيستون" ..
كوكبٌ بنفسجيّ ، أنهارٌ و جسور في كل مكان، كوخٌ بداخل شجرة، يُطلّ علينا منه سنجابٌ نجيب .. يطهو قطع الطماطم مع الثوم.. ويطهو بجانب الطماطم حساء البندق الشهيّ، يُحضّرالمائدة ويدعو جميع رِفاقه في الغابة لتناول وجبة العشاء.
محطتي الثانية .. رأسي
أعيش اللحظات، وكأنها ستكون لحظاتي الأخيرة، أحتفظ بصوت قِطة المنزل، بقلب القُرنفلة، برائحة الأشجار التي تتسلل من النوافذ ليلاً، بصوت الشيخ في المسجد وهو يتلّو سورة الضحى، بلطف الباعة في الأسواق الشعبية، بحُب الأنتيكا، و بطَعم الفول السوداني على شواطئ النيل.. قُبيل غروب الشمس.
أرى مَخاوفي ودِماغي الذي يُجاهد من أجل مقاصده..
ينتهي المشهد .. بمشاجرةٍ سخيفة تدور بين دِماغي وقلبي..
أطرق على الطاولة بمطرقتي الصغيرة وأصيح بصفتي القاضي :
مهلاً.. إنه المُذنب.. هو من يَتذكر، يَتعثر، يَعود، ويَتشاجر كثيراً حتى مع نفسه.. إنه قلبي.
كنت حينها كفتاة تواصل سرد تفاصيلها، تبكي، تضحك، تُراقص يديّها وهي تَشرح، إلى حين ما أسكتتني تلك الأغنية .. يا وَيْلي .. أنه الرائع سعدون جابر.. يُغني فتستجيب له كل خلية في جسدي.
..
” شكد دوّرت.. ما حصّلت
وصار العمر مَحطات
عديتهن وماكو عرف
وكل العمر مَحطات. “ 🎶
_زينّة محمّد عَتمة.

0 تعليقات