أحنُّ | يحيى حمودة



أحنّ

ألَا إنَّ الحيَاةَ بِلا دمشقٍ
ضياعٌ بين أمواجِ البحارِ

فهٰذي الشّامُ تسكُنُ كلَّ قلبٍ
وتغلبُ كلَّ معشوقٍ مُبارِ

أنا في غُربتي قد مِتُّ شوقًا
وأضناني الحَنينُ إلى دياري

أحنُّ إلى أزقَّتِها؛ ففيها
تنامُ طفولتي بين الحِجارِ

أحنُّ إلى مساجدِها لأصغي
لصَوتِ مؤذّنٍ في الروحِ ساري

أحنُّ لحارةٍ لم تنسَ ظِلِّي
ولاسمٍ قد نقشتُ على الجدارِ

أحنُّ لبحرةٍ في بيتِ جدِّي
وجرَّةِ ياسمينٍ بالجوارِ

أحنُّ لمنزلٍ بدمشقَ ضجَّت
زواياهُ بأصواتِ الصغارِ

أحنُّ لزهرةِ النّارنج دومًا
وأذكرُ طِيْبَ زنبَقةٍ بِدارِي

أنا ما زلتُ أنتظرُ التلاقي
أيا شامٌ.. فهَل يجدي انتظارِي؟

يحيى حمودة


إرسال تعليق

0 تعليقات