مموزين العاشقين الذي قتلهما الحب.
بالنسبة لي من أجمل ما قرأت ومازالت تحيطني بجمالها وسموها حتى هذا اليوم.. كانت فريدة من نوعها نوعا ما....هي قصة رائعة جدا أخذت بشغاف قلبي و بسماء خيالي...أجرت مدامعي و غصت في أعماقها أتصور كل وصف و أتعمق في كل فكرة.
ممو وزين) قصة حب نبت في الأرض و أينع في السماء.
يتقمص عشاق هذه الزمان أسماء “مموزين” الشهيرين بقصة حبهما التاريخية ، فترى أحدهم قد سمى نفسه “ممو” وحبيبته تسمي نفسها “زين”، رغم مرور قرابة 400 عام على هذه القصة.
القصة التي خلدها الحب ونهايتها الحزينة، تستحضر من قبل أي عاشقين تحول الظروف بين ارتباطهما في مجتمعها الذي تحكمه عادات وتقاليد وقواعد يجد العشاق في بعضها اجحافاً لهم وقتلاً لحبهم.
علاقة الأهالي مع قصة “ممو زين” أبعد بكثير من حكاية يحكونها لبعضهم البعض، ربما أغلبهم لديه في ذاكرته قصة حب مدفونة لم تتكلل بالنجاح، فتجد الناس حتى الأمس القريب يذهبون إلى “بوطان” لزيارة قبر “ممو زين” ويضعا وردة على قبرهما..
ماهَي قصة “ممو وزين”؟
هي قصة حب في القرن السابع عشر ميلادي تركت أثراً واسعاً بين الناس حتى أن المرحوم الشيخ “محمد سعيد رمضان البوطي” كتب عنها في أحد كتبه، مشيراً إلى أنها قصة حب عذرية أليمة، تُظهر التفاوت الطبقي بين عاشق فقير وأميرة.
الحكاية بدأتْ عندما التقى “ممو” وهو عامل القصر مع “زين” وهي شقيقة الملك، وذلك في حفل عيد النيروز الذي يحييه الكرد السوريون وغيرهم كل عام في 21 آذار، وأحبا بعضهما من النظرة الأولى، وسرعان ماذاع صيت حبهما، فقام الملك بطلب “ممو” العُاشق ُإلى قصرهَِ.
يقول الشيخ “البوطي” في نقله لقصة الحب إن الملك زج العاشق في السجن وعاقبه عقاباً شديداً، تأثرت “زين” نتيجة ذلك وسقطت مريضة ومتألمة لحال حبيبها، وتحولا إلى سجين ومريضة.
حاول بعض أبناء المنطقة الاحتجاج من أجل فك أسر العاشق إلا أن احتجاجاتهم لم تحقق غايتها، ولكن تدهور حالة “زين” الصحية دفعت شقيقها للإشفاق عليها ووعدها بالزواج من ممو.
صحوة ضمير الملك لحالة الحب التي منع تتويجها بالارتباط جاءت متأخرة فقد كان حال السجين قد تدهور أيضاً، أخذ الحاكم شقيقته إلى السجن وهي مرتدية ثياباً زاهية وكأنها عروس، قال لـ”ممو” سأربط “زين” معك لتبقى زوجة وحبيبة، رد الشاب قائلاً وهو بأسوأ حال: إن رباطها المقدس بيد السلطان الأعلى وليس بيدك، وهنا فارق الحياة من شدة القهر والجوع والعطش، ارتمت زين على جثته، وبعد لحظات فارقت الحياة، ودفنا في قبر واحد.
تحوّلت جنازة الشابين إلى عرس حقيقي، فقد انتفض لها أصدقاء العاشق، وأهل الضمير والوجدان، علماً لا تزالُ أسماء “ممو زين” على كل لسان بأحترام ووقار، يرغب بسماع قصتهما الأطفال، ويقتدي بحبهما كثير من شباب اليوم والأمس وحتّى الغد، فهي قصة الحب الحزينة التي توجت بالحُزنِ.

0 تعليقات