-حوراء عيسى.."
"للتضحية عنوان"
-لطالما كان التّمريض علمًا وإنسانيةً وتقديمَ خدمات صحية وعلاجيّة للمجتمع بكافّة فئاته، والمُمرضين والممرضات هم الركيزة الأساسيّة للنظام الصحيّ، ولا غنىً عنهم لتحقيق التغطية الصحية الشاملة.
ولكي يكون الممرضُ أو الممرضة ناجحاً في عمله عليه أن يكونَ على معرفةٍ تامّة بالعمل المطلوب منه، وعليه أن يحسنَ التصرّف مع المريض وعائلته، وأن يتحلّى بالوجه البشوش في وجههم، وأن يكون داعماً لهم بطريقةٍ لا تعارض عمله وأخلاقياّت المهنة، وعليه أن يقدّم الدعم المعنوي للمريض؛ لكي يستطيع الأخير أن يتعايش مع مرضه، وعليه أيضًا أن يحفظ سرّ المريض، والنقطة الأهم ّعليه أن يعترف بخطئه مهما كان صغيراً أو كبيراً؛ لكي يتدارك الأمر مع المسؤولين من أجل تقديم خدمات جيّدة.
وهذه السنة كانت سنة التمريض بامتياز، فمنذ بداية الأشهر الأولى في السنة بدأ مرض يسمى بالـ "Covid 19" بالانتشار في مدينة ووهان في الصين، وهو فيروس يسمى "كورونا' ينتقل عبر القطيرات الصغيرة التي يفرزها جسم الشخص المصاب من أنفه أو فمه.
ثم انتشر هذا الفيروس في عدد كبير من الدول، وأخذ ينتقل بشكل سريع، ممّا أدى إلى عزل دول كثيرة، والتسبّب بمقتل الكثير من الناس، ولم يفرق بين صغيرٍ أو كبير.
وفي ظل جائحة فيروس كورونا، فقد وُضع الممرضون والممرضات في خط الدفاع الأمامي، وفي الطليعة للتصدي لهذا المرض، حيث يقدّمون رعايةً عاليةَ الجودة، ويعملون في ظروف صعبة، فهم يخاطرون بحياتهم و يناضلون من أجل إنقاذ حياة الآخرين.
لكن هدف التمريض كان دائماً تقديم الرعاية الصحية والنفسية الكاملة دون التنبّه إلى جنس المريض أو عرقه أو لونه؛ لأنّ هذه المهنة قد تخطّت كل هذه العوائق، وستبقى دائماً هكذا.
فمهنة التمريض تختلف عن غيرها من المهن، فهي تتّسم بالعطاء دون حدود، والتضحية من أجل راحة الآخرين، وستبقى المهنة الأسمى بالإضافة إلى مهنة الطب، فلا عمل الطبيب يكتمل دون الممرض والعكس صحيح.
وأنا كممرضة واجهت عدة أزمات منذ بداية السنة في بلدي لبنان، من ثورات وتفشي فيروس "كورونا"، وأخيراً انفجار مرفأ بيروت، فخورةً جداً كوني اخترت هذه المهنة ،ولا أندم رغم المخاطر التي نواجهها دائماً.
فالإنسانية التي نتعلّمها كل دقيقةٍ، ونحن أمام أُناسٍ لا يربطنا بهم شيئاً سوى أنهم تحت عنايتنا داخل حرم المستشفى أهم وأسمى شيء في هذه الحياة.

0 تعليقات