هل يكتب الأديب مايعيشه | راما المنديل



هل يكتب الأديب ما يعيشه فقط، أم لا؟

سؤال قد يرد في خاطر الكثير من القرّاء وغيرهم أيضًا.
ولكن قبل الإجابة على ذلك، فلنتعرّف على الأديب باختصار.

الأديب:

هو صاحب القلم، يكتب بأكثر من نوعٍ أدبي، فيجمع مثلًا بين الخاطرة الأدبية والرواية، ولا يُكتفى بكتابته لنوعٍ أدبي واحد ليُقالَ عنه بأنّه "أديب".

فإن اقتصرت كتابته على القصة فهو "قاص".
وإن اقتصرت على الرواية فهو "راوٍ". وإن كان يكتب الشعر فهو شاعر.

الأديب إن أراد الكتابة، ليس من الضروري أبدًا أن يكون قد عاش ما كتبه.
فالكثير من الأدباء، نراهم خلف طيّات حروفهم يسعون لإيصال رسائلهم السامية.

فمثلًا الكاتب المعروف في الوسط الأدبي حديثًا، "أيمن العتوم" كان قد خاض في كتاباته بالحديث عن أمورٍ لم يعشها حقيقةً. ولكن يكتفي الأديب بعيش الأمر في مخيّلته ليكتب عنه، والوصول نحو هدفه المرجو.

إن أراد الأديب أن يكتب عن محبوبٍ ليس من الضروري أن يكون موجود في واقعه، ولكنّ مشاعر الحبّ موجودةٌ بصدق، فأمكنهُ إعطائها في خياله لشخص لا وجود له بعد في واقعه.
وفي بعض الأحيان يدخل الأديب في حالة من الحُزن والكآبة رُبّما، هذه الحالة بحدّ ذاتها تُمكّنه من كتابة الكثير من الأغراض مثلًا: (غيابُ الأحبّة، خسارة محبوب، خذلانُ صديق، غُربة وافتقاد، شوقٌ وعُزلة)
وغيرها الكثير من الأغراض، التي يمكنه الكتابة عنها، فقط إثر دخوله في هذه الحالة.

وهكذا نرى بأنّه ليس من الضروري أبدًا أن يعيش الأديب ما يكتبه إطلاقًا، فدخوله في الموضوع خياليًا أمرٌ كافٍ.


إرسال تعليق

0 تعليقات