هلاوس مكتئب





قد متُ في السادسة من عمري لم يكن الموت مرعباً أبداً بالنسبة لي عندما شهِد حيُّنا بأكمله حادث وفاتي، وشهِد أصوات والدتي ونِواحها كان حادثاً مُريع كما سَمعت روحي في العزاء.

 كلهم يبكون أمي تندب نفسها، وأخي يحضن كل ألعابنا ويبكي، وقد تحسست بنفسي بكاء محبوبتي الجميلة التي كانت تشاركني ذات الصف وذات المقعد في المدرسة لقد مِتُ دون أن أخبرها بحبي لها وهي يوماً لم تفهم ما كانت تعني هديتي لها ,ألوان الخشب الرائعة التي وفرتُ ثمنها من مصروفي شهراً كاملاً..

لقد متُ في الحادية عشر من عمري، حين طرقت الحرب أبوابنا اصبح الموت معتاداً، أمراً يومي لم يتبين جيداً نوع الصاروخ الذي قُذف به دكان أبي، كنتُ أمارس بيع الحلويات معه لكنه نجا وحمداً لله

لقد متُ في السابعة عشر من عمري، عندما بدأت أشعر أنني حمامة محنطة في وعاء بلوري، املك جناحين ولكن اعجز الطيران ،استطيع الكلام والتغريد لكن لا أمل، رميت نفسي من فوق سطح أعلى مبنى في حينا

لقد متُ في العشرين من عمري، كان عراكاً حاداً أذكر تماماً كيف أصابت الرصاصة قلبي ، شعرتُ جيداً كيف سالت الدماء وملئت طرفي الأيسر ولن انسى نظرة القاتل الأخيرة كنتُ ضحية بكل ماتعني الكلمة

لقد متُ في الخامسة والعشرين من عمري ، لطالما وددت أن استشهد كجنديّ يدافع عن أرضه، وبلده، وقلب أمه، ودمعة أبيه ، وبراءة إخوته ، حققت هذا النصر وفقدت الحياة التي كنتُ أحلم بها كل ليلة على سريري النصف محطم في مخدعي برفقة من كان يحلم بما حققت.

لقد متُ في الثلاثين من عمري، لقد سمعتهم يقولون أنني يتمت ثلاثة أطفال ورملت سيدة جميلة صغيرة في العمر ، وكتِب على شهادة قبري أن السرطان قد هاجمني بشدة وحاصر قلبي واستقر في دمي وكبدي وقد تناول كل عروقي.

لقد متُ قبل خمس دقائق ومازال سبب الوفاة مجهول حتى الأن

بقلم : أماني خطيب مشنوق

أزرق - العدد الثاني 

إرسال تعليق

5 تعليقات

  1. حلووو كتيير ضلي عم تمشي بهالطريق وانشاالله رح يكون الك بداية نجااح مووفقة قلبييي

    ردحذف
  2. حلووو كتيير ضلي عم تمشي بهالطريق وانشاالله رح يكون الك بداية نجااح مووفقة قلبييي

    ردحذف
  3. كتير حلوة عنجد ابداع

    ردحذف
  4. ابدعتي . سلمت اناملك

    ردحذف