الموسيقى



أن تنسجَ الموسيقى، أو أن تسمعها : لا فرق !

في الحالتين، أنت تطير من مكانك بجناحينِ من مجاز، وتتحوّل إلى ضوء عنيف اللهجة ؛ يصرخُ في وجهِ العتمة البشع، وكممحاةٍ ينفيها خارج الشهيق والزفير ومساحات التنفّس !

أغمِض عينيك قليلًا، أيقظ قلبك بما تسمعه يأكل أذنيك من الدّاخل، وسافر خارج مكانك، خارج طريقك، خارج مدينتك، خارج حدود الأرض ذاتها ..

هل ترى ؟

هذا إنجابٌ مستمرُ للسعادة ، بعيدًا عن حفلات الزفاف المملة ..

هل ترى ؟ هذا هروبٌ سريعٌ من دوائر الحياة المفرغة ..

هل ترى ؟ هذا غيابٌ في صدى ضحكةِ طفلٍ يسبحُ مع دولفينٍ لأوّل مرة ..

هل ترى ؟ هذا هبوبٌ لنسماتٍ صباحية تداعبُ وجنةَ عاشقةٍ مستجدّة ..

هل ترى ؟ هذا انسكابٌ في أتونِ نارٍ دافئة ، أشعلتها أغنية إيرانية نادرة ..

هل ترى تلك الأصوات ، وهي تغنّي ؟

الموسيقى ليست أكثر من سكاكين..

مزّق بها وجه العالم البشع،

وانسحِب !!


بقلم: #هبة_الحريري

أزرق - العدد الثاني 

إرسال تعليق

0 تعليقات