هنا في هذا الحي الذي تسكن فيه السمراء التي خطفت قلبي منذ أول لقاء، هذا الحي الشعبي المكتظ بالناس الطيبين.
استوطنت هناك على ذلك الجدار المقابل لنافذتها التي كانت تطل منه كي أراها صباحاً ومساءً، حَفظتُ عن ظهر قلب تقاسيم ذلك الجدار وكم ييلغ طوله وعرضه بالسنتيمترات، وحفرت عليه أول حرف من اسمها آلاف المرات، وقمت بتزيينه وصبغه عدة مرات بألوان وأشكال تسر الناظرين، وقمت بمشروع صغير يتضمن كرسي صغير، وأمامي بعض من الكتب بحجة أنني أبيعها، لكنني كنت أعطيها بالمجان لأي شخص يتوقف عندي، قمت مراراً وتكراراً بتنظيف حافة الجدار، وركبت مرآة عليه حتى تتسنى لها رؤية وجهها حينما تقف على النافذة. قالت لي ذات مرة أن أحب الجدران إليها هو هذا الجدار لأنه كان شاهداً على أول ابتسامة وآخر نظرة وأول قبلة طائرة وآخر عناق في الهواء وأول كلمة (أحبك) وشهد أيضاً آلاف الأحاديث وآلاف الدموع وكان له شرف تقبيلها له حينما غادرت ذلك الحي إلى الأبد .
بقلم :#يحيى_مصري
أزرق - العدد الثاني
0 تعليقات