كيف يُبنى الإنسان ؟






يشكل موضوع الطبيعة البشرية موضوعًا عابرًا لجميع العلوم الإنسانية والاجتماعية، وقد عرفت الطبيعة البشرية بأنها كل ما يميز الإنسان عن سائر الكائنات الأخرى.
  ومن أسباب نشوء مفهوم الطبيعة البشرية هي رغبة الإنسان في التميّز عن سائر الكائنات الأخرى. وعدم كفاية نظريات الطبيعة المادية لفهم الظواهر الإنسانية والحاجة إلى وجود نظريات أخرى لفهم السلوك الإنساني.
  وقد نشأ مفهوم الطبيعة البشرية بالانفصال عن مفهوم الطبيعة المادية الكلية تأكيد لحقيقة تمايز الكائنات عن غيرها من الكائنات الأخرى.
والسؤال هنا، ما الذي يميز الإنسان عن سائر الكائنات الأخرى؟؟
يوجد أربع تيارات فكرية رئيسية وهي:
١_يكمن تمييزهم في طبيعتهم البيولوجيا البشرية أي العضوية الإنسانية الوراثية. 
٢_تمكن تمييزهم في قوى النفس البشرية كالتفكير والتخيل والتذكر.
٣_تكمن تمييزهم في البنية الغرائزية التي تشكل قاعدة السلوك البشري.
٤_تكمن أيضًا في طبيعتهم الاجتماعية ومنتجاتهم الثقافية.
   من الفلاسفة الذين ركزوا على الطبيعة البشرية في نظرياته هو: (الفيلسوف أرسطو)
    اعتقد أرسطو بفكرة اللامساواة الطبيعية بين البشر وهم ينقسمون إلى صنفين رئيسين مختلفين.
الأول : هم الناس ذو المقاصد والغايات (الذوات) وهم الذين يمتلكون القدرة على التفكير السليم ويحكمون عقولهم في ما يفكرون ويفعلون، وتقضي طبيعتهم أن يكونوا أحرارًا مستقلين. 
الثاني: (الأدوات) وهم من صناع وحرفيين وغيرهم ممن تقتضي طبيعتهم أن يكونوا مسخرين للناس ذوي المقاصد.
•فالنساء هم أقرب للصنف الثاني.
•العبيد هم أسرى الحروب سواء كانوا أدوات أم ذوات.
•العدالة الاجتماعية هي كل ما يوافق عليه القانون.
وقد ناقش العديد من المفكرين حول نظرية أرسطو واعتبروها لا تتوافق مع حقائق العلم، وتتعارض مع القيم المعاصرة التي تؤكد الوحدة البشرية والمساواة فيما بينهم، وأيضاً رفضها الرواقية وأَقرُّوا بأن الناس متساوون بطبيعتهم، وأن فروق المشاهدة بينهم ترجع إلى الثقافة والتنظيم الاجتماعي ولا ترجع إلى الطبيعة البشرية.
  بالإضافة، قال المفكر( جون ديوي): "لم تجد فكرة المساواة بين البشر، لم تشهد تعبيرًا واقعيًا لهم، إلا في الحقبة الحديثة".
-وأكد أرسطو أهمية العادات الاجتماعية ووصفها بأنها طابع ثانٍ لأنها تترسخ في النفوس محاكية فعل القوى العضوية.
وأكد بأن الحكمة عنده أن يعيش الإنسان وفق مقتضيات الطبيعة البشرية وليس استسلامًا لها، بل لأنها ليست مشروعًا تام الإنجاز، بل قابل للتعديل والتطوير. 
  وهنا نجد بأن نظرية أرسطو تحوي رؤى واسعة من التوجيهات الصالحة لرؤية مسألة الطبيعة البشرية ودراساتها. 
لكنها فقيرة بالمعطيات والحقائق العلمية عنها.




بقلم: أفين حجو

أزرق | العدد الثالث


إرسال تعليق

0 تعليقات