ننتمي للطوابير!!
كم مرةً رأيتَ نفسك تنجذب تلقائياً لتقف على طابور طويل لتعرف فقط سبب تجمهر كل هؤلاء الناس وتجمعهم؟!
كم مرةً رأيتَ نفسك تنجذب تلقائياً لتقف على طابور طويل لتعرف فقط سبب تجمهر كل هؤلاء الناس وتجمعهم؟!
لا تندهشوا.. فلقد اعتدنا يا أصدقاء على حياة الطوابير وكيف لا ونحن منذ أن نستيقظ نقف على طابور الحمام عند السابعة قبل الذهاب للجامعات أو العمل..
ثم نسرع لنقف على طابور انتظار ركوب الباصات في مواقف الانتظار..
يا ليت الوقوف ينتهي هنا ففي الباص ننتظر الدور لندفع النقود أو لنجد مقعداً بعد عناء..
الأب يقف على طابور المخبز ساعات ليجني لقيمات لأبنائه أو ليحصل على بعض المحروقات والغاز كي يدفئهم...
الطالب يقف طويلاً أيضاً حتى يصل دورُه في تسجيل الكلية أو عند استلام كتبه المدرسية أو لتحية علم بلاده صباحاً وحتى الرضع والأمهات لا ينجون من الوقوف على طوابير معونات الإغاثة أو تسجيل الولادات..
الطالب يقف طويلاً أيضاً حتى يصل دورُه في تسجيل الكلية أو عند استلام كتبه المدرسية أو لتحية علم بلاده صباحاً وحتى الرضع والأمهات لا ينجون من الوقوف على طوابير معونات الإغاثة أو تسجيل الولادات..
الشبانُ كذلك يقفون شهوراً على شبابيك دوائر التجنيد أو عند مكاتب جوازات السفر ..
وأبشرّكم بأنه حتى بعد الموت على الميت في تابوته انتظار دوره في الحصول على قبر يحتوي ثراه المتعب..
نحن نحيا حياةً بأكملها وراء الطوابير.. نلتقي بأناس طيبين ونحبهم جداً ثم نفارقهم.. أو ربما نكتشف أنصافنا الآخرين في زحمة الناس..
قد نغضب أحياناً وتخرج أعصابنا عن سيطرتنا.. نخاصم أشخاصاً ونعادي آخرين.. نحِنُّ أحياناً لصديق أو أنيس في برد ووحدة وقوف طوابير الملل..
أو نُطحَن بأحشاء عمالقة متسلطين.. وقد تغلق نوافذ الحياة في وجوهنا ولكننا نبقى واقفين متشبثين بأماكننا بكل أمل دون أن يمسنا يأس ولا قنوط ..
وأحياناً يأتينا الإلهام لعمل شيء جميل وخلاق -كهذه المقالة مثلاً- يأتي من وحي وقوفنا المضني.
لا تستغربوا بعدُ يا أصدقاء إن ركضنا تلقائياً للوقوف وراء دور الطوابير دون أن نعلم السبب.
وأبشرّكم بأنه حتى بعد الموت على الميت في تابوته انتظار دوره في الحصول على قبر يحتوي ثراه المتعب..
نحن نحيا حياةً بأكملها وراء الطوابير.. نلتقي بأناس طيبين ونحبهم جداً ثم نفارقهم.. أو ربما نكتشف أنصافنا الآخرين في زحمة الناس..
قد نغضب أحياناً وتخرج أعصابنا عن سيطرتنا.. نخاصم أشخاصاً ونعادي آخرين.. نحِنُّ أحياناً لصديق أو أنيس في برد ووحدة وقوف طوابير الملل..
أو نُطحَن بأحشاء عمالقة متسلطين.. وقد تغلق نوافذ الحياة في وجوهنا ولكننا نبقى واقفين متشبثين بأماكننا بكل أمل دون أن يمسنا يأس ولا قنوط ..
وأحياناً يأتينا الإلهام لعمل شيء جميل وخلاق -كهذه المقالة مثلاً- يأتي من وحي وقوفنا المضني.
لا تستغربوا بعدُ يا أصدقاء إن ركضنا تلقائياً للوقوف وراء دور الطوابير دون أن نعلم السبب.
أو كنا جميعاً نملك عروقاً منتفخة من "الدوالي" في أقدامنا منذ الطفولة.. فشعوبنا كلها تقف في آخر طابور حضارة الأمم منذ قرون دون أن تحرك ساكناً أو تتقدم خطوة واحدة إلى الأمام.
بقلم : هبة الجبه جي.
بقلم : هبة الجبه جي.
أزرق – العدد الرابع.
6 تعليقات
على امل ان نصل ليوم لمسرح النجاح في هذا الطابور ... مقال رائع
ردحذفطبت وطاب طابورك .. طابور الوعي والرشد 💚🌸
ردحذفشكراً جداً لوقتك في قراءته 🌺🌹 بإذن الله سنتجاوز هذه الطوابير جميعاً يوماً ما ...
ردحذفشكراً لك ولرقيك 🌺🌺 ...
ردحذفمقال ررائع ، اول مرة انتبه أننا نمضي حياتنا بالطوابير ، على أمل أن نقف يوما ما على طابور استلام جوائز المخترعين العرب .
ردحذففكرة جميلة آمين ياارب
ردحذف