على ناصية الفراق




إنّي أعي فراقك، أؤمن أن الحب سينتهي إما بالتملّك أو الهجر، لكني بتُّ أرى هجرك هلاكي، وأن كل ما فيَّ يزداد تعلقًا بك، أعذرني إن كلماتي هذه لا تخرج إلا على دفتري، وإنني أخاف معرفتك بضعف القدرة عندي وعمّا يدور في أنسجة قلبي.
أدرك أن العِبرة بالنهايات، فهذا ما يزعزع الحبر في أسطري. خوفي عليكَ مني يوم يعم الشكوك ربيعَ حبّي، وتتساقطُ ورودًا أنت ساقيها بعطفك، أسفي أنني لم أستطع المقاومة، فأصبحت أسيرة التجارب السابقة، فكنت داخل شيطان الألم رغم علمي بثبات وعودك وأبديتها.

ممتنةٌ لكَ لصبرك َعلى تقلبات الأوتار داخلي،  لقد علمت برجولة الوعود الصادقة لديك. 
أودّ اليوم أن أهدي حروفي لكَ، أنتَ الوحيد الأوحد الذي كان ينبغي منذ البداية أن أرمي بمشاعري له دون قلق الوصول نحو مفترق الطرق.
وُجِبَ تقديرك سيدي.. 
لعلي اليوم أكتب بقلبي قبل حبري دون عناية إلى نبض القافية.
أملي كان دومًا أن أروي دون أن يقيدني الماضي، حرة من بطش التجارب وأسرها، لكن شيء ما بالداخلي لا يموت.

نحن لا نكره يومًا ما مرّ بنا؛ لكننا نلوم غباءنا في لحظات تصدق فيها لغة الفؤاد، لا تكذب أبجديتها حتى على رمح الموت فتوقظ فينا الوعي،
 وباستيقاظها تتكسر آمالنا، فنحن لسنا أحرارًا من ذاكرتنا؛ مسؤولون عن ملئها بشظايا الحروب النفسية، فكيف لنا أن ندنو من السِلْمِ فيها، وجدار القلب لايزال يشهد مكر الذاكرة في إيقاظ الموتى. الموتى لا حملٌ على ظهورهم، فوحدنا الأحياء من دفع إيجار حجزهم في فناء الدنيا. ونبقى أسرى لمن رحل متشبثين بحبل الوصال.
وأنت عليك في كل هذه الانقلابات أن تبقى وفيًا لوطن القلب، صامدًا ولو حتى على قدمٍ واحدة بعد انشلال جميع أطراف، هذا يا سيدي ما يخنق الكلمات في حنجرتي ويحبس الصوت، مُقيد بحات الألم.
مسرورة أنا ولم أندم يومًا على فعلٍ اقترفته، فكل صفعةٍ أيقظت حاشية القلب. أعْيتها من ظمئ المجتمع الفاسد.
أكره كوني أسيرة التفاصيل، لكن تريحني قضيةُ أني مهما تعلقتُ بأطراف ثيابك لن ترمي بي أمواج الفراق في أعماق بحرها،وتعلمت النجاة من تيارها بجروح سطحية أضمها إلى خزينتي.

كل هذا يدور وأنت بجانبي تملأني طمأنينة، تُدفء الفؤاد بحرارة صدق كلماتك ودقتها، ربما لا يمكنك فهم ما تخبأه سطوري، لكن من الواجب أن تفهم كم من القوة أستنزفها لأعبُرَ نحوكَ وأقف أمام مِلأ الجوارح وأقول: " هذا هو "
هذا هو الذي أطفح روحي أمنًا بعد أن كنتُ أخافُ عبور شوطًا من الوقت دون أن أتكئ على كتف.
" أمسى كتفكَ جسري وسندي وبوصلتي"

مريم موسى جمول

مجلة أزرق - العدد السادس

إرسال تعليق

1 تعليقات

  1. لا توجد كلمات قادرة على التعبير بمدى إعجابي بكلماتك وإحساسك الجميل❤❤إبدااع❤🌸بالتوفيق💛🌼

    ردحذف