خضاب الأمل

ماذا إن جاء اليوم الذي تنتظره، ولم تصبح ما تريد !
 ماذا إن جاء وأنت في مكان آخر!
لست سعيداً "راضٍ" لكنك لن تقفز فرحًا، ولن ترقص حبًا بما أنت عليه، لن تغفو على أحلام سعيدة، ولا حتى تعم مساءً
لا للعادي
 العادي للضعفاء
 العادي خطورة فلا تكن جبان 
كن مختلفًا عن اختلافاتهم

لا تضحك؛ لأنه توجب عليك الضحك فقط، لا ترتديه قناع أو ما شابه، عِش اللحظة واضحك بسعادة عارمة، فلتفرط بها وتدع الحزن لنفسه، لتطغى السعادة وتأخذ الأولوية؛ لأنك تستحق، ولأن ما يضخ بقلبك هو خضاب الحب، خضاب الأمل. 

لنكن ضد الهروب، ضد الخلل، لنكن لأنفسنا ولبعضنا السلام، والحب، نببت أشجاراً وآجام البندق المتشابكة، لنكن زهرة المنوليا التي تنبت منفردة في الشتلة كلها، بيضاء، وحيدة، لا تتقاسم مع زهرة أُخرى ذبولها وعطشها، وخوفها من الجفاف، ولا حتى سعادة أن تصيبها في رشة ماء؛ لترفرف الرايات البيضاء في سماء قلوبنا، ويسود السلام، نلهث عما يركضون، ونبرد بدلًا من الفقراء الدراويش
ونسعل بدلًا من أحبتنا الذين يشربون السجائر كل ربع ساعة
نصاب بحمة الشتاء عن أطفالنا 
نبكي بدلاً من كل من يراوده البكاء، ومن تغرغر الدموع في أعينهم 
لنحارب كل رصاصة وبندقية في مسكة يد 
نرفض الجوع؛ فنزرع بذور الخير والقمح، ونحصد نهاراً سعيدًا، وليلًا دافئًا، وسنابل شقراء 
نشد أكثر على أيدينا في معركتنا
نهاجم الورد بعناقنا
نمنع القصف في أن نحب قلوب بعضنا، ونتَشَظَّى وردًا
نكوّن عالم جديد، على كوكب جديد 
تشرق علينا شمسنا، ويعم مساءٌ جديد 
نحتضن أرواحنا بين أكتافنا، بين ضلوع قلوبنا، نكون الحب ونفتخر به، نحيا، نعيش، ونكبر.
التجأ إلى خديجة وهو أعظم الرجال 
وقال لها: دثريني، زمليني(ﷺ)
الحب ليس وقوعًا، بل نهوضًا، عظمة، مشاعرًا لا تقلل من القيم، بل ترفعها 
لنرسم، ونغني، نلعب، نطير، ونضحك، نفكر، ونقرر، نعيش، نفعل، نبصم، نكون نحن 
اليوم هو البداية، وما تبقى من حياتك أكمله بسعادة.

أماني خطيب مشنوق

 

مجلة أزرق - العدد السادس