قد يكون إلغاء محاضرة الساعة الثامنة؛ من أجمل الأحداث التي سيضج بها العالم في أحد الأيام.
أحببت أن ابدأ مقالي بهذه الجملة التي قد تكون مضحكةً للبعض وساخرةً للبعض الآخر، أو تُؤخذُ على محمل الجد للبعض، وقد تكون أمنيةً للكثيرين وأنا منهم.
أتوقع أن ٧٥% من الناس أوأكثر ترتبط أول أعمالهم بهذا الوقت "الساعة الثامنة صباحاً"
طلاب المدرسة، طلاب الجامعات، الأطباء، ربَّات المنزل اللاتي يستيقظن صباحًا لإعداد أطفالهن للمدارس.
وفي نفس الوقت عندما ننظر للجانب الآخر من الكوكب نرى الذين يستيقظون في الرابعة أو الخامسة فجراً يا عزيزي، الساعون وراء لقمة عيشهم، الساعون لتوفير "محاضرة الساعة الثامنة" لأطفالهم مستقبلاً الذين بالكاد يحظون بقسطٍ من الراحة، لهم كل الاحترام والتقدير.
تذكر معي عندما تغسل وجهك كل صباح بالماء البارد في منتصف الشتاء والصقيع كي تستعيد نشاطك الذي يأبى الاستيقاظ وقد غلبه النعاس مستوطناً جفنيك.
وكما قلنا إن أكثر الناس في العالم تخرج لأعمالها بالتزاماتها في هذه الساعة الفضيلة "الثامنة صباحاً"؛ مما يؤدي إلى ازدحام شديد في الحافلات؛ وبالتالي معانتنا نحن الطلاب وتوترنا ريثما نصل في الوقت المناسب، ونادراً ما يحدث هذا.. !
ما إن تصل الحافلة حتى تنتابنا راحة نفسية بشكلٍ جزئي.
فالخطوة الأولى للوصول قد أنجزت، ونتنفس الصعداء.
نأخذ غفوةً قصيرة، لنستيقظ بعدها وإمّا أن نكون قد وصلنا على الوقت تماماً، أو متأخرين بعض الوقت، ليبدأ ماراثون الركض والأدعية؛ كي لا يكون مدرس المادة قد وصل بعد ما يؤدي إلى طردنا في أسوأ الحالات.
ناهيك عن كل أشكال وألوان وأعمار الناس التي نصادفها صباحاً وأغلبهم "أخلاقهم برأس مناخيرهم" ولا أحد يقوى على الكلام؛ لأن عينيه الناعسة تتكلم عنه.
نصل بسلامٍ للمحاضرة، وأخيراً ننجزها بعد "زفَّةٍ" من مدرس المادة.
نكمل غفوة الحافلة بما تبقى من المحاضرة بنصف صحوةٍ ونصف نوم بعينين ناعستين، عقلٍ يغفو دقيقة، ويصحو دقيقة، وأذنين تسمع كل ما يدور حولنا.
دمتم سالمين ناجحين، بصحبةٍ محاضرة الثامنة أو بدونها.
فرح الصباغ
مجلة أزرق - العدد السادس


4 تعليقات
أبدعتِ♥️
ردحذفههههه لطيفة ❤
ردحذفبعد هذا المقال لم اعد قادر على حضور محاضرة الثامنة صرت اتعمد التأخر حتى لو كلفني ذلك الجلوس خارج القاعة وحيداً مع لفافة التبغ وفنجان القهوة المر اكثر من النهوض لحضور محاضرة الثامنة .
ردحذفبعد هذا المقال لم اعد قادر على حضور محاضرة الثامنة صرت اتعمد التأخر حتى لو كلفني ذلك الجلوس خارج القاعة وحيداً مع لفافة التبغ وفنجان القهوة المر اكثر من النهوض لحضور محاضرة الثامنة
ردحذفصديقك الابدي عبد