كذبة العصر




في عصر التكنلوجيا الحديثة والتقدم السريع المُلفت للانتباه والتطورات القائمة على مستوى عالٍ وفي كثرة التكلم عن مساواة الرجل مع المرأة أصبحَ التساوي سمٌ قاتل للأنثى دون شعور المجتمع في ذلك وانخدعت المرأة بهذا البريق اللامع،فأغلبية النساء أصبحنَ تُسابقنَ الرجال في الوظائف،في التخصصات،في السفر، ومنهن من قد نسينَ دورهنَ الأساسي في الحياة،أنا هنا لا أستنكرُ فعالية المرأة في المجتمع وفي كافة المجالات العلمية والعملية لكنها كأنثى هُشمت أبسط حقوقها بسلب حقها في الراحة النفسية والجسدية وكانت خدعة المساواة وبالاً عليها نعم وبالاً لماذا ؟ لأننا حين نطالب بالمساواة بين الرجل والمرأة هذا لا يعني أن يُرضع الرجال الأطفال من صدورهم أو من زجاجة الحليب هذا يعني أن المرأة ستعمل كما يجب أن يعمل الرجل فهي ستكون مسؤولة عن الإنفاق وكسب الرزق لكل منهما فكيفَ لها أن تتحمل مكابدة عناء الحياة وهي الرقيقة ذات البنية الهشة،نعم حصولها على الإستقلال الذاتي والمادي وعدم حاجتها لأي كائن كان هذا شيء هام و يُفتخر به لكن عندما تأخذُ المرأة دور الزوج في تأدية كافة المسؤوليات في العمل والمصاريف المادية بأكملها مع التربية وأداء الواجبات المنزلية من الطبخ،الغسيل،إلخ... و تصبح المرأة حينها مجرد آلة للعمل فهي مسؤولة عن أطفالها وعن ايجاد حلول لآزمات منزلها، وتأدية واجباتها اتجاه زوجها من مأكل ومشرب ونظافة ومظهر جميل،وأيضاً سائقة خاصة للمنزل تقلُ أطفالها إلى المدرسة،وتأخذُ وقتاً إضافياً لكي تجلبهم الى البيت فأين الرجل؟..لمَ أصبحت كافة المسؤوليات تقع على عاتق المرأة دون رحمة؟..أينَ التاج الذي وضعَ على رأسها تكريماً لها كونها أنثى؟ أهذا ما يسمى بالمساواة حقاً؟ ..أم أن المجتمع أصبحَ يسيء مفهوم المساواة ؟


لذلك كرمَ الإسلام المرأة بالعديد من الأشياء منها أنه أمرَ الزوج بالإنفاق عليها والأب كذلك والأخ بأن يحميها فكانت دائماً تحت رعاية رجل ، وأن يحذر الزوج من ظلمها وسلب حقوقها، وجعلَ لكلٍ منهما واجبات ومهام يجب عليهم تنفيذها وليسَ مايحدث في وقتنا الحاضر من تبادل الأدوار بين النساء والرجال، أغلب الرجال اليوم عندما يتقدم لخطبة فتاة إنقلبت الموازين وباتَ الرجل يسأل عن وظيفتها وراتبها الشهري قبل الأخلاق والدين وهذا انعكاس عملي لمصطلح المساواة وأصبح هذا المجتمع ينتفض مدعياً الدفاع عن حقوق المرأة وعلى الطرف الآخر هو ذاته من يدمر أنوثتها،شخصيتها،ينسيها دورها ويضعها في موضع أشد البعد عن مكانها الآساسي،هذا لا ينقص من شأنها عبر مسيرة التاريخ العربي فـهي شاعرة وطبيبة ومقاتلة تذود عن الحمى، عالمة ومهندسة ومصممة مبتكرة ،لكن اليوم أصبحت بعض العائلات تعتمدُ اعتماداً تاماً على دخل المرأة فبعض الرجال مُتكلين على زوجاتهم في المصاريف والبعض الآخر يجعل من زوجته عاملة ليلاً ونهاراً معهُ فينسى دورها كأم في تربية الأبناء والرعاية الكاملة لهم وللمنزل،وسيتم التجاهل من قبله كونه رب الأسرة وبالتالي سيحدث تفكك واضح في بناء الأسرة وستُهدم حتماً.وفي بعض المجتمعات الأوروبية توجد بها نسبة المساواة في العمل كبيرة جداً فالمرأة تعمل في جميع الوظائف سواء تناسب بنيتها العضلية أم لا فالمرأة لا يناسبها العمل في المناجم والمعامل المؤذية لها فمنهنَ حوامل قد يصاب الجنين بالتشوه ومنهن مرضعات ولا يُراعى لهنّ تلك الظروف فترتفع نسبة الإنتحار بشكل واضح ومُريب بسبب الضغوطات المحشوة في حياتها كل هذا تحتَ مسمى " المساواة" والمناداة بحقوق المرأة المزيفة تحت غطاء قتل الأنوثة ومحوها وسأقول حقاً بأن الأنثى غير مطالبة بالإنفاق على نفسها أو على غيرها وتحملها لتلك الصعاب التي من الواجب على الرجل هو فقط أن يتحملها،نبينا الكريم وصى الرجل بالمرأة بحديثه الشريف " رفقاً بالقوارير " فلماذا شبه النساء بالقوارير ؟ لأن الأنثى كقارورة االزجاج لا تتحمل العنف والقسوة والإنهاك الشديد تنكسر بسهولة ذات مشاعر جياشة ومعرضة للتحطم  والخدوش،فـ رفقاً بها وكفى أن تُحمل طاقة تفوق طاقتها الطبيعية .

يجبُ علينا كـ إناث مُثقفات أن نعي عن مايحدث حولنا وأن لا ننخدع ببريق الكلمات أبداً ويجب أن لا تنسى المرأة مهامها ومسؤولياتها ودورها الأساسي في المجتمع وهو بناء جيل قادر على التغيير والتطوير والتميز والسطوع نحو النجاح،بناء جيل قادر على احداث معجزة ما لهذهِ الأمة ومن منزلها يمكنها أن تبني المجتمع وأن تبني ذاتها وأن تساهم في دفع العجلة ومتى اختلَ جذرَ دورها الأساسي اختلت جذور كل شيء بعده تباعاً .

 

بقلم: فاطمة عمر

إرسال تعليق

0 تعليقات