زراعة الأمل




الأمل: هذا الاسم الجميل الذي يحمل في ثناياه الراحة والبهجة، كل ما يمكنني القول عنه،
هو النظرة الإيجابية والموضوعية حول نفسك والرؤية الإيجابية الصادقة حول الحياة فالماضي ليس سوى دروس وعبر وحكم أما المستقبل هو ما تفكر وترى وتعمل له، ما تزرعه في عقلك ستحصده بالتأكيد، بالواقع لأن أفكارنا هي منهجية حياتنا.
كما لا يمكنك النظر إلى الصعوبات والتحديات التي قد تواجهك في حياتك 
على أنها قلة حظ، فالإنسان يبنى من المواقف التي يتعرض لها في حياته وهي المخزون من القدرات والحكمة التي ستبقى معه في حياته والتي ستكون 
جزء من شخصيته، فبقدر ما تواجه بقدر ما تبقى صامداً وقوي وتكون أكثر واقعية ومرونة في التفكير والتعامل.

 لو نظرت قليلا إلى نفسك وخلقك العظيم لعرفت قيمة نفسك ووجودك في هذه الحياة، لعرفت بأن هناك شيء يمكن أن تقدمه في هذا العالم الصغير،
ولعلمتا بأن الله غني عن تعذيبنا، فأنت لست بهين على الله حتى يضرك وحاشاه أن يضرك.
ألا يولد الأمل من رحم الولادة؟!!!
عليك أن تتفاءل إذاً، عندما تقرأ وتكون على علم بأن الله قد:
- قسم الرزق بين الخلائق (فمهما سعيت لن تأخذ من الدنيا إلا ما قسمه 
الله لك، ولو أنك هربت من رزقك مثلما تهرب من موتك لرأيت الرزق يجري وراك مثل موتك.
- قسم الأعمار (أجلك مقضي وأنت في رحم أمك فممن تخاف وعلى ماذا؟؟
ألست مقتنع بأن الأعمار بيد الله!!!
أو تظن نفسك مخلداً في هذه الدنيا!!
- ألم يقل الله في كتابة:
 _ وإن ادعوني أستجب لكم.
- واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا.
 - واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين.
- فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين.
- إن الله لا يضيع اجر من أحسن عملا.
 - وبشر الصابرين.
_قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم ان لا تقنطوا من رحمة الله.
فهذه الآية الأخيرة هي توضيح صريح من الله على زرع الأمل في نفوسنا 
وهي وعود من الله لك لتكن مطمئن النفس مقتنع بإرادة الله تعالى، ولتعلم أن ما تفكر فيه يؤثر عليك فإن فكرت بنظرة سلبية بأي موضوع فهي بالتالي ستسبب لك التوتر، القلق، الخوف والمزيد من دائرة التفكير السلبية إلى أن تظهر عليك وتؤثر على شخصيتك وانفعالاتك وردود أفعالك، وبالتالي الكثير من المشاكل والمعاناة.
علينا أن نتعلم من الأنبياء والرسل فهم خير البشر وهم القدوة المثلى لنا
إذا نظرنا الى سيرهم سنجد الكثير من الألم والعذاب، المعاناة، الفقر والهجر، الحرمان، الفقدان. 
لم يقنطوا من رحمة الله ولم يغلب يأسهم إيمانهم كان تعلقهم بالله ليس بأحد سواه.
تجد الكثير اليوم من الناس حين تروي لهم عن رسلهم يبدؤون بالنفور 
والقول (بأنهم كانوا أنبياء نحن بشر كانوا رسل ربهم أكرمهم وكان معهم)
لم يكونوا رسل ومعلمين للدين فقط، هم بشر مثلنا، مثلما نعاني يعانون ومثلما نشعر يشعرون الفرق بيننا أن قلوبهم امتلأت بالإيمان واليقين أكثر منا،
واجه صعوباتك بنظرة إيجابية ولتبدأ في حلها بدل لوم نفسك على أمر قد مضى، لأنه لا يمكنك ربط سعادتك بمكملات الحياة كالمال والصحة والجمال.
أن تكون مسلماً للأمور خيرها وشرها لله.
قد أخبرنا الرسول الكريم بأن نتفاءل بالخير نجده.
إذا تعمقت في معنى الجملة العظيمة هذه ترى أنها أتت امراً، لم تكن له ولا لزمانه فقط. 
بل هي مستمرة حتى الأزل، لتكن مصدر ودافع للعطاء من أجل كسب الخير
فأنت بحاجة لسعي وجهد من أجل كسب الخير ليس تفكيرا فقط.
فكل فكرة مقرونة بفعل لا يمكنك تحصيل شيء دون بذل مجهود له.
لتقم في التجريب الآن وتكتب على سبيل المثال 3 او 2 مشكلتان في حياتك 
ثم ضع حلولا لها.
لن تكون الحلول حلماً فهي بحاجة إلى سعيك وجهدك. 
أنت مخلوق عظيم بغض النظر عن شكلك ولونك ودينك وعرقك لقد خلقك الله في أحسن تقويم وسخر لك ما في السماوات والأرض لخدمتك فلما اليأس؟؟؟ 

عليك بتقبل المشاكل التي تقبل عليك مثل ما تتقبل الأمور الخيرة، ولتكن على علم بأن الله رحيم ارحم من الأم على طفلها، وأن بعد العسر اليسر، وأن كبر الهم فالله أكبر، وكما يأتي الليل يأتي الصباح، وكما تأتي الغيمة محملة بالأمطار يأتي بعدها الخير والرزق الكثير، وكما يغطي الثلج الأرض سيغطيها المرج بعده.
أحسنوا ظنكم بالله تعالى لتروا ما تحبون.

لمى العيسى 

مجلة أزرق - العدد التاسع

إرسال تعليق

1 تعليقات