أكتب لذلك الوطن المدمّر
لقلاع الأحلام المهدومة وللطائر المهجر
أكتب لطفل يغفو على الحجر
ليتيم حُضنَ أمه الدافئ قد هَجر
أكتب لشوارع بالشهداء قد امتلأت
لأرض بالدم قد سُقِيت
لعابرين؛ ملامح القهر على وجههم قد رُسِمت
أكتب لعجوز أرضه قد وَدَّع
حيث وُلِدَ وعاش لسنوات وترعرع
هناك حيث ذكرياته وحياته قد أَودع
أكتب لشاب روحه قد وهب
لشهيدٍ دمه في سبيل الوطن قد سُكِب
لياسمينة بياضُها قد سُلِب
أكتب في انتظار قدوم غصن زيتون
في انتظار عودة من هم لهذه الأرض عاشقون
في انتظار عودة من كانوا ها هنا يرتَعون
ها هنا يضحكون وها هنا يحلمون
وقد تتغيّر الأزمان
ويختفي فجأة كل هذا الحطام
وتعود إلى أفقنا أسراب الحمام
فأكتب لجسد مشتت في لحظة عناق
لأطفال لعِبتُ معهم يومًا في الزقاق
لشجر المشمش والدراق
لأرض يملأها شامخو العناق
لعاشق مشتاق
لمقاعد شَهِدت على أحاديث العشاق
ولقلوب نست معنى الاحتراق
قد تختفي يومًا آثار الحروب
وتُفتَح أمامنا مجددًا الدروب
ونعيش حلمنا المسلوب
قد يأتي يوم ونتخلص من تاريخنا المدسوس
ذلك التاريخ المشين الذي يجبرنا على طأطأة الرؤوس
فنعيش في بلاد لا تغتال الأحلام
بلاد لا يحكمها ظلّام
بلاد لا يخيّم عليها الظّلّام
قد أكتب لشمس مشرقة
لأطفال يلعبون الغمّيضة
لطفل يحلق ممتطيًا أرجوحة
ولرضيع يغفو على لحن تهويدة
قد يأتِ يوم وينجلي الطغاة
فيعود هَمُّ الطفل اللّعبة لا النجاة
ويَنسى قلمي رائحة الموت فيغمره عبق الحياة...
مجلة أزرق | مسابقة أزرق الأولى للفنون الأدبية
شام الحافي
0 تعليقات