ليهدأ قلبي



كعادتي اليوميّة جلستُ وحيدةً في غُرفتي، أمسكت الهاتف وبدأتُ بالبحثِ عن اسمه؛ علَّ الشوق في قلبي يهدأ برؤيته، ألقيتُ نظرةً إلى آخرِ اتصالٍ لهُ؛ وجدتهُ متصلًا منذ دقيقة. هذه المرّة سأتحلى بالشجاعة، بدأت بالكتابة، ونزعتُ حاجز الخوف من قلبي، أردّتُ إخبارهُ؛ كم أنا حزينةٌ دونه، سارعتُ بالكتابة، ولم آبه إلى أحد، ولم أخشَ النهاية، نهاية الحنين المؤلم.
"يا من استوطنتَ قلبي، قد اتعبتَ روحي، وأشعلتَ لهيبَ أفكاري
ألم يحنُّ قلبكَ؟
ألم تشتاق لثرثرتي؟
كنتَ دائمًا ما تصفها بـــــ "تغريدة البلبل".
أهَرِمتْ أصابعك لدرجة أنك لم تكتُبَ لي "مرحبًا!"
قُلْ لي بربك ما هو الذنب الذي اقترفته؛ حتى تعاقبني بكل تلكَ القسوة؟
أيعقل أنّ الحب أصبح ذنبًا؛ وتعاقبني بحرماني منك!
ما يؤسفني حقًا أنّني كثيرٌ من الأحيان حدثتك عن مرارة الإهمال؛ وأنت الآن تُجازني به!
تبًا لحبّي الذي لم يخبو عنك لوهلة، وبالرغم من كل هذا؛ لن أكابر، سأتحلى بالشجاعة؛ وسأعترف لكَ بكل ما يدورُ بقلبي؛ لعلَّ نار شوقي يخمد قليلًا. "اشتقتُ لكَ يا مقلتي، اشتقتُ للنظر إلى عينيكَ، وإلى اهتمامكَ الذي كان مؤقتًا، وكلامكَ الذي بقدرِ ما أسعدني بالأمس؛ الآن يشتت روحي. سأخبرك بشيء وربّما يكون آخر ما أكتبه لأجلك. لا أعلم ما هذا الحب الذي بدأ صدفةً! حبٌّ من طرفٍ واحد. الحبُ يا عزيزي إذا دخلَ قلبُ أحدهم وكان طاهرًا؛ أصبح مؤبّدًا فيه؛ أعترف لك أنّني: "أحببتُكَ جدًا".
شعرتُ أنَّ اللحظة عُمرًا لن يمضي؛ هو "يكتب الآن" أشعر كأن الفرح بات مُهملًا في قلبي، أشعر بالخوف؛ أخشى حروفه الباردة، تُراهُ ماذا يكتب! أيعقل أنه يشعر بنفس الشعور، هل سيعترف لي؟
هل سيخبرني بالحنين والتوق للحديث معي؟
وما هي إلا بضع ثوان؛ حتى تحوّل كلّ الفرح الذي في داخلي إلى وجع يهتك قلبي، يمزق روحي، فردّه كان كفيلًا بتحطيم كل ما بنيته في مخيّلتي، جاوَبَني ولم يكثرث؛ تاركًا قلبي ينزف ألمًا، وروحي تبكِ.
أيعقل بعد أن أعلنت عليه الحب يعلنها عليّ بالألم، والاشتياق والحنين وحبّي له؛ كُلّ منهم سكينًا يفتت أضلعي. أن يردّ بــــــ (تسلمي)؟

سحقًا لي كم كنت غبية! سلّمت له قلبي وروحي تُرعة حُبٍ له، والآن أبكي الكون ألمًا و ندمًا. تنهدتُ تنهيدة عانقت روحي بها السماء، نظرتُ برهة إلى صورته. ورددت قائلة: "ليتني ما أحببتك يومًا، ليتني هربتُ بعيدًا عنك وعن أحلامي! لكن يبدو أنه كان للقدر خِططٌ أخرى؛ فمن الآن سأبتر قلبي، لن أكون دميةً تلعبُ بها، أو تسليةً لوقت الفراغ، اليوم سأتخلّى عن كل حلم بنيته معك، لن تكون بعد الآن جزءًا من أحلامي، سأتبّع عقلي، وأعدك أنّك ستقطّع أصابعك ندمًا؛ وستعود باكيًا؛ لتطلب رضاي، لكنّها كانت فرصتك الأخيرة، ولن يكون لك عندي فرص؛ سأكمل دربي دونك. ارحل أو لا ترحل؛ فلم يعد يعنيني أمرك، ولم أعد أبالي لوجودك، وحين أشتاقك؛ سأشعل سيجارةً وأحرق بها قلبي.

مجلة أزرق | مسابقة أزرق الأولى للفنون الأدبية
إيمان زعرور

إرسال تعليق

0 تعليقات