ذاتَ حنينٍ



صحوتُ ذاتَ حنينٍ على همسات نافذتي التي تغازل قطرات المطر، كنتُ قد أغلقتها، لكنّها كعادتها؛ تسرق مِن صفاتي.
فَتَحَتْ ذراعيها للطيور التي أنهكها التحليق طوال اليوم؛ لتنعم بالدفء داخلَ غرفتي على سريرٍ أُعِدَّ من دفترِ ذكرياتٍ يتيمة، يسهرُ  وحده على طاولتي برفقة النجومِ.

نافذةٌ لم يعرف الخشب لها طريقًا..
أخذت مِنَ الحبِّ النظرةَ الأولى
منْ تشرينَ معاطفَه
من نيسانَ نداه،
من أيلولَ حنينَه
من آذارَ ثورتَه
ومنْ دمشقَ  ياسمينَها
كيف لا و هي أوّل من يتنفسُ الصبح !
وأوّل من يعانق الفجر !
وأندى مَنْ تقابلهُ فيروزَ عندَ "مفرق الوادي"
لونها أزرق و قد قيلَ فيه
"لو لم يكن أجمل الألوان أزرقها؛ لما اختاره الله لونًا للسمواتِ"!
كلُّ من يقف على مقربةٍ من أعراس بلابلها و عزف حواسها؛ سيكتشف الكثيرَ الكثير مما يصعب التعبير عنه كلامًا؛ لأنها تُحَسُّ فقط، لا مكانَ للحروف في وصفها، و طيفُ القبّانيّ ينادي على أعتابها.
"إنّ الحروف تموت حين تُقال"

لا تملُّ الشمس من محاولة التقرّب منها وملاطفتها؛ طمعًا بجدائلها
ولا يكفُّ القمر عن التحديق بها؛ غيرةً وحسدًا
كلٌّ على حدة "فالشمس لا ينبغي أن تدركَ القمرَ"

في تمام الناصعة على توقيت النبض..
هذا هو قلبي... على هيئة نافذة...

"نافذةُ قلبٍ سماويّة"

مجلة أزرق | مسابقة أزرق الأولى للفنون الأدبية 
ايناس جعفر الشردوب 

إرسال تعليق

0 تعليقات