نجمتي الشاحبة



في أحد الفنادق التي نزلت (ليا) فيها بجزيرة فادهوا، إحدى جزر المالديف، غالباً ما كانت ليا تحب أن تتأمل كل شيء حولها وأن تقرأه، تتأمل في أعماق كل موجود على هذا الكون.
تبقى ساعات وساعات تتأمل الطبيعة والطيور، حياة الحيوانات وطبيعتها، تهتم في الإنسان (طباعه وسلوكه وأفعاله).
بعد تخرجها من معهد الآثار في إيطاليا حصلت على أجمل شيء كانت تتمنى حدوثه!!!
وهي رحلة إلى أحد أجمل الجزر على الإطلاق في المالديف.
في تمام الساعة 4 بتوقيت غرينتش، بعد أن استفاقت من قيلولتها وارتاحت، نزلت تستكشف الفندق لترى طريقة تصميمه والحدائق
التي فيه والمطاعم التي كانت تحت الماء والتي أبهرت كل من رآها كانت سعيدة جداً بوجودها على تلك الجزيرة اختارت ليا الجلوس في المقهى قليلاً بقرب نافذة بلورية كبيرة،
من جهة اليسار كان مدخل الفندق حيث كانت تستطيع رؤية أدق التفاصيل وملامح السعادة التي ارتسمت في وجه كل من دخل وخرج من الفندق،
في الطاولة التي أمامها كان هناك رجل طويل أبيض اللون وسيمًا بعينين عسليتين تبدو عليه الحذاقة والجرأة في نفس الوقت، بالإضافة إلى أنه كان جدياً، وعلى ما يبدو في الأمر أنه غير سعيد بزيارته لهذه الجزيرة، تكاد المجلة التي بين يديه تصرخ وكأنه كان يقرأ خبراً أطاح بعطلته فيها، ربما يكون خسارة بالمال، لأن المال في هذا الوقت أصبح جٌل اهتمامات البشرية لا يهم ما يعمل!! المهم هو المردود المادي.
وعلى طاولة أخرى كانت تجلس امرأة شقراء اللون زرقاء العين ليست بطويلة ولا قصيرة ذات جسم مليء، باختصار قد تكون امرأة مثيرة بالنسبة لأي رجل يمكن أن يراها، كانت بصحبة رجل بدت عليه علامات الحب لها أكثر منها وعلى ما يبدو أنني اهتممت بها أنا أيضا بدلاً عنه، ربما لأن عيناها كانت تلوح وتبتسم لكل من تراه من الرجال لا يهم من هم؟ ومن أين؟
الذي تريده كان إسعاد نفسها بغض النظر عن المبدأ الذي تتبعه، وأشك أن شيئاً من المبدأ قد عرفها!!!
فالأشخاص الذين يحملون شيئا من هذه الصفات ربما خسروا كل شيء حتى أصبحوا هكذا أو أنهم هم كذلك.
كان هناك طفل أو طفلة صغيرة ذو (5) أشهر يبدو عليه، بحضن والديه يخرجان في جولة ربما في هذه الجزيرة أو بإحدى الجزر المجاورة لهذه الجزيرة قد بدى عليهم أنهم لا زالوا في شعلة الحب وطفلهما الصغير الجميل الذي لا يعلم شيء عن هذه الحياة ولا يعلم إلى أي مدى يمكن أن تصل به الحياة أو كيف سيكون سوى أنه محاط الآن بكمية كبيرة من الحب والسعادة وهذا جل ما يحتاجه، أشخاص عديدون اختلفت مشاعرهم وغايتهم، خرجت لتتأمل الشاطئ المضيء، فبعد قليل ستختلط نجوم الأرض بنجوم السماء ويسبحان معاً.
الآن وقد أصبحت الساعة 4:30م وبدأت الشمس تزول هذا الوقت الذي يصنع قصيدة شعرية تمتلئ أبياتها بالحب والدفء والجمال، كما يعد مصدر إلهامي لبعض الكتاب والشعراء ماذا لو كان هذا كله على هذه الجزيرة!!!
جزيرة فادهوا التي تصنع من النباتات والعوالق البحرية مصابيح، تسر كل من يراها.
وتشكل مقطعاً سحرياً يعزف على قيثارة الغناء فيرقص طرباً وغنجاً كل من يسمعه، وتشعل الوجدان وتهيجه اشتياقاً الى كل حبيب.
لا يمكنني وصف جمال هذا المنظر لأنه مهما وصفته فالرؤية تبدوا أجمل بكثير ولن أعطه وصفاً يستحق هذا الجمال الباهر، المنظر الذي برؤيته تبرق وتضيئ العين، أأنظرإلى نجوم السماء الصافية والهادئة أم إلى نجوم البحر؟
أم أبتعد قليلاً وأعود إلى شرفتي وأنظر إلى الاثنين معاً.
أظن أن نجوم السماء هي نفسها نجوم الأرض في القرب والبعد، في صغر الحجم والكبر، تختلف مثلما البشر يختلفون فهناك نجوم صغيرة جداً قد تجمعت لتشكل ميزان وأخرى شكلت عربة وآخر خيل أو ماعوناً هناك رسوم عديدة في السماء رسمت بفضل النجوم، ونجمة قد بدت واضحة وكبيرة وكأنها وليدة اللحظة جمالها صافٍ وبريقها متوهج ، ونجمة متوسطة قد بدت في أوسط عمرها، وأخرى كبيرة
وواضحة لكنها ظهرت لي شاحبة أهي حزينة؟؟؟
أم أنها لم تسر لرؤيتي؟؟

ربما علىً أن أتخذها صديقةً لي لأنني أعلم أن المحبة والود يصنع المستحيل، فإذا كانت تبغضني فسأنال المحبة عاجلاً أم آجلاً لأنني أحبها.
وإذا كانت حزينة فأنا معها لكسر وحدتها وحزنها.
ما رأيك يا صديقتي بأن أشركك أول سراً قد تعلمت الآن، أرى أننا نحن البشر والنجوم قريبون جداً من بعض وأننا نشبه بعضنا البعض مع تنوع كل مخلوق عن الاخر.
نختلف بطباعنا ومشاعرنا ألواننا، أدياننا، صورنا، غاياتنا.
ما العيب في اختلافنا فهو جمال هذا الكون.
وما الهيئة التي تتمثل وتجسد لنا أمام نظر أعيننا عبارة عن صورة لكل بقعة في هذه الأرض، ولا يمكن أن تنطبق هذه الصور مع بعضها فالكل منا ثقافته وحضارته الخاصة.
ما رأيك أنتِ أيضا؟؟؟
لما العيسى

إرسال تعليق

1 تعليقات