نظرة أخرى للكتب




بعد انقطاع تام عن الكتابة، ولأنني لا أكتب ولا أعد نفسي من الكتّاب أساساً.. لكن يبقى بداخلي شيء ما يدفعني لأن أكتب، شيء ما يقول لي: يا فتاة، إن كان لديك شيء ما للناس ف لا تكتميه، أظهريه للعالم حتى وإن لم تظهري أنتِ. 
أحببت أن يكون هذا المقال في هذه المرة الثانية عن شيء يلخص عدة كتب وروايات أنجزتها منذ بداية عام 2019 حتى الآن حتى وإن كانت قليلة.. 

بدأت الفكرة عندما أحصيت عدد كتب معينة يجب أن اقرأها قبل نهاية العام.. 
وبكل كتاب اقرأه، وأندمج فيه، 
أشعر وكأني أحد أبطاله، أو أن شيئاً ما فيه يخصني ويدعوني للتغيير.. 
تغيير نفسي، شيء من حولي 
أود أن أترك بصمة للناس، حتى وإن كانت بحجم رأس الدبوس.. 
فعندما تقرر أن تقرأ وتبدأ بقراءة روايتين متتاليتين كانتا إهداءً لك من أحدهم 
تدخل مع الدكتورة خولة الحمدي بتفاصيل فتاة ما، فيصبح في قلبك أنثى عبرية دون أن تدري تتعدد الثقافات والأديان ويجمعها شيء واحد فقط هو الحب.. 
ويصبح لديك القدرة نوعاً ما على الاقتناع أن الحب لا يعرف أي ديانة في العالم مهما كانت.. وتعرف أنك تستطيع الوصول لما تريد بلمحة ذكاء منك. 
ولكن عندما تفقد ذاكرتك ويتلاشى كل شيء.. حتى معتقداتك تتغير، دينك وأهلك وعاداتك، ويبقى لديك فقط الإيمان بمن حولك دون أن تعرفهم.

ثم تبدأ ب " أن تبقى " لتتعلم كيف تبقى على قيد الحياة من الداخل قبل أن تكون هكذا من الخارج..
أن تعلم أن تلك الحياة التي نعشيها تختلف تماما عن الحياة التي نراها في الأفلام والأحلام الوردية 
خصيصاً عندما تكون أنت، ابن الجبل، لتهرب وتغدو حياتك في مكان لا تنتمي إليه ولا تعرفه..
بلد جديد، أناس مختلفون.. وحانات وأماكن لا تعرفها.
تتشرد فيها كل يوم وحيداً لا تملك أدنى فكرة عن المكان الذي تقطن فيه.. 

لتحصل معك المفاجآت التي لم تكن يوما تتوقعها 
لتصل إلى حافة الموت ثم تنجو.. وعندما تعود إلى جبلك.. لن تكون أنت.
وعندما تنتهي من تلك الروايتين اللتين ستسرقان قلبك قبل عقلك، تنتقل مباشرة لتخوض مع شهرزاد في أنثى الكتب.
ليصبح الكتاب كفيلاً للفتاة بأن تشعر بأنوثتها الكاملة 
عندما تكون الأنوثة في جذورها قبل أن تكون في شكلها
عندما تشدك العناوين الرئيسية قبل محتوى الكتاب نفسه..
لتبحث عن نسختك الثانية فوق الأرض، 
التي ربما تلتقي بها صدفة في الحافلة او الطريق أو عندما تكون مسافراً إلى مكان ما 
 ومن عشقك للشطرنج يا صديق، تدخل في تفاصيل كش ملك وتدرك أنك أنت الملك وعدوك هو الشيطان الذي يكون معك في كل وقت
فتقرأ سلسلة الرسائل التي تكون من رحم الدعوة لتبتعد عن المكان المعزول المظلم وتذهب بنفسك الى النور إلى المكان الذي لا ظلام فيه بعد اليوم. 
فيكون باستطاعتك رؤية الأشياء بطريقة ثانية.


ثم تسمع بالقدود؟
لا ليست القدود الحلبية التي يغنون الناس بها 
بل تلك القدود الزمردية التي تأخذك الى حد الهلوسة في العشق ولا تتوانى أبداً عن قراءتها.
لكنها هلوسة مختلفة عن التي نسمع بها عادة، هي هلوسة العاشق مع المعشوق الغير موجود أصلاً ولكن يكفيك تماماً أن ما في القلب أصدق بكثير من واقعك وخيالك معا.
لتلتقي بعدها بالشخص الحقيقي الذي كنت تنتظره.. 
لتنتقل الى عالم جديد آخر..
وهو عالم الحقيقة في الحرب. 

ثم بعد ذلك فضولك يدفعك للتعرف على بلال الحبشي فتتفاجأ أنك تتعرف على بلالين معاً وتختار أن تكون ك سيزيف أو بلال وتعرف أن المرض ليس انتهاء لحياة شخص ما بلا جدوى قضاها 
بل يمكن أن يكون بداية جديدة لتترك بصمة لك في العالم قبل أن ترحل..
فعليك أن تقاوم لتستطيع أن تجعل من هذه البصمة بصمة نادرة في العالم.
وتصنع الشيفرة الخاصة بك.. 
وبعد عدة أشهر، يشدك مجرد نص سياسي لا يمت لك بصلة، 
فتهرع لعام 1984 لتغوص في أحداثه وتاريخه 
لتقرأ تلك الجمل الثلاث:

الحرب هي السلام 
الحرية هي العبودية 
الجهل هو القوة

لتعرف في نهاية الأحداث أن الحرية هي قول إن 2+2=4 بأعلى صوت، أمام الجميع وأنت مؤمن أنه لم يصيبك مكروه
فمن البشاعة أن تكون مراقبا من لا شيء
حتى لو وضعت يديك في جيبك فذلك ممنوع 
وأنك أيضاً ستعرف أن غسيل الدماغ بشكل حرفي وبعلمك هو أمر مدقع 
ففي الصفحة الأخيرة، تأخذ قسطا من الراحة لتفكر بتعريف الغرفة 101 بالنسبة لك. 
وتتلفت من حولك لتتأكد أنك تعيش بدون شاشات رصد.. 
وتطمئن أنه ما من أحد يراك أو يراقبك. 

ما هو نبأ يقين؟؟
لقد علمت فيما بعد.. أنه ليس خبراً ينقل إليك ويكون صحيحاً كما اعتقدت سابقاً
ليس نبأ كما الجرائد ومواقع التواصل الاجتماعي 
بل هو مجموعة من المقالات التي تنتهي بجملة.. 
صحيفة الوطن، مع تاريخ يتبعها.. 

فتعرف أن اليقين هو مما بداخلك عندما تبدأ بنفسك ومن الصفر.. 

فتخمن نفسك أنك تقرأ تاريخا ما.. لكنه بنكهة مختلفة تماما عن التي نعرفها عادة والتي درسناها في المدرسة  
فهو تاريخ معاصر نوعا ما.. 
قصص تشبه الروايات التي رواها لنا أسلافنا منذ القدم.. 
فهذا ما يشدك لتعود بالزمن الى الوراء وتكتسب خبرة جديدة بنكهة أخرى 
وفي الختام..
وقد لا يوجد ختام لمقال مثل هذا، فقد تتعدد الأجزاء
لكنني سأقول 
إلى اللقاء مع مراجعات ونكهات أخرى. 

بقلم: فرح صباغ

مجلة أزرق - العدد التاسع

إرسال تعليق

1 تعليقات

  1. هل يعقل ان الرواية هي من يقرأك انت لاتكتبن عن الكتب انت تخرجين منها لتقولي لنا ها أنا ذا متجددة اشارك ابطالها مشاعرهم ، قلة هم من يقرأون باحساس كأنهم هم ابطال القصة وانت كنت بطلة (القصة ) وكل قصة ..
    صديقك الدائم عبد

    ردحذف