فن القصة القصيرة

ماهي القصة القصيرة؟ وما هو تعريفها؟
يعتبر فن القصة القصيرة من الفنون الأدبية الحديثة، التي عرفها الأدب العربي في هذا العصر.
وإن كان هناك من يرجع جذورها الأولى إلى بعض الفنون الأدبية القديمة، لأنها تشترك معها في بعض الملامح، لكن حقيقة الأمر أن القصة القصيرة بشروطها الفنية المعروفة هي "فن جديد"، لا في الأدب العربي فقط، ولكن في الآداب الغربية أيضًا، إذ لم يظهر هذا الفن إلا منذ حوالي قرن تقريباً.
وفي هذا المعنى يقول الدكتور عز الدين إسماعيل: (وأما القصة القصيرة فهي حديثة العهد في الظهور، وربما أصبحت في القرن العشرين أكثر الأنواع الأدبية رواجاً، وقد ساعد على ذلك طبيعتها والعوامل الخارجية)
أمّا تعريفها: هي مجموعة من الأحداث الخيالية، والتي تكون من نسج الخيال.
ولكن ترتبط القصة القصيرة بالعالم الواقعي الذي تعيش فيه، إذ أنها لا تتعدى على العالم الذي تبزغ منه، ولكن يمكن القول بأنها قصة واقعية مختلقة من أجل إيصال فكرة ما، أو نشر مبادئ معينة.

عناصر القصة:
الفكرة والمغزى: وتتمثل في الهدف الذي يريد الكاتب إيصاله للقارئ من خلال القصة، ويمكن القول بأنه العبرة المستفادة من القصة كما كنا نتعلم في المدرسة الحدث: ويتمثل في مجموعة الأفعال والوقائع التي تتم خلال القصة والتي تكون مرتبة بشكل سببي متتابع، كما أنها تدور جميعها حول موضوع معين، وغالباً ما يدور حول صراع بين شخصيات القصة،
ويتم التحقق من جاهزية الحدث من خلال الإجابة عن أربعة أسئلة وهي: كيف؟ أين؟ متى؟ ولماذا وقع الحدث؟
العقدة أو الحبكة: وهي عبارة عن مجموعة أحداث متتالية ومرتبة من الناحية السببية، وتدور جميعها حول نفس الموضوع، كما أنها تمتاز بمعيار شد الانتباه في هذه اللحظة.
القصة والشخصيات: يحاول الكاتب دوماً أن يختار أحداث قصته من الواقع الذي يعيش فيه، مطلقاً بعض الأسماء عليها، وتمتاز الشخصيات في القصة ببعض الأبعاد، وهي:
البعد الجسمي: يجب أن يصف الكاتب الأبعاد الجسمية للشخصية في القصة، حتى تكون الرؤية والتصور أوضح للقارئ.
البعد الاجتماعي: يجب أن يصف الكاتب الشخصية من الناحية الاجتماعية، من خلال الحديث عن طريقة تعامله مع الآخرين في المجتمع، والحديث عن ظروفه التي يعيش بها، لأنها تكون مهمة من أجل الحكم على الشخصية.
البعد النفسي: وفيها يصف الكاتب الشخصية من الناحية النفسية، أي من ناحية السلوكيات، ومزاج الشخصية، والهدوء والانطوائية وغيرها من التصرفات الأخرى.
السرد: نقل أحداث القصة من الواقع إلى اللغة البناء، وهو التطور الذي يحدث على شخصيات القصة وأحداثها، وتبدّل حالهم.
البيئة: تعد البيئة القالب الطبيعي الذي تدور فيه الأحداث وتتحرك فيه الشخوص، حيث تعيش هذه الشخصيات في بيئة معينة ضمن بعد مكاني وزماني يحدده القّاص أنواع الشخصيات في القصة القصيرة.

في الأدب الخيالي يستخدم المؤلفون أنواعاً مختلفة من الشخصيات لرواية قصصهم، وتؤدي الأنواع المختلفة من الشخصيات أدواراً مختلفة في عملية السرد، ومع قليل من التحليل، يمكنك عادة اكتشاف بعض أو كل الأنواع التالية من الشخصيات:
الشخصيات الرئيسية أو المركزية هي الشخصية الحيوية لتطوير النزاع وحله، وبعبارة أخرى، فإن حبكة الصراع وحله يدوران حول هذه الشخصيات.
لشخصيات الثانوية: تعمل الشخصيات الثانوية على إكمال الشخصيات الرئيسية، والمساعدة في تحريك أحداث المخطط للأمام.
الشخصية الديناميكية: هي الشخص الذي يتغير مع مرور الوقت، عادة نتيجة لحل نزاع مركزي أو مواجهة أزمة كبيرة، معظم الشخصيات الديناميكية تميل إلى أن تكون مركزية، لأن حل الصراع هو الدور الرئيسي للشخصية.
الشخصيات المركزية: الشخصية الثابتة هي شخص لا يتغير مع مرور الوقت، أي لا تتحول شخصيته أو تتطور.
الشخصية الدائرية هي أي شخص لديه شخصية معقدة، غالبًا ما يتم تصويره على أنه شخص متعارض
ومتناقض.
الشخصية المسطحة: الشخصية المسطحة عكس الشخصية الدائرية، تتميز هذه الشخصية الأدبية بنوع واحد من سمات الشخصية أو خصائصها.

أهم خصائص القصة القصيرة:
الوحدة: ويعني أنّها تتضمن فكرة وحدث واحد وشخصية أساسي الدراما: وجود مزيج من الحركة والحيوية والحرارة في الحركة حتى لو كانت خالية من الصراعات الخارجية.
التكثيف: وهو التوجه بشكل مباشر إلى هدف القصة

أنواع القصة القصيرة:
القصة التسجيلية: هذا النوع من القصص لا يهتم بالطريقة التقليدية لكتابة القصة، لا يهتم بالخواطر الوجدانية، بل هو من .خيال الكاتب عن طريق إطلاق معين من فكر الكاتب القصة
الميثولوجيا: هي مزيج بين زمن الأساطير والزمن الحديث، وقد يعتمد على سحر الخيال الذي يتواجد في الأساطير
القصة الفانتازيا: هي من الأنواع الأشرس من القصص القصيرة، فأفكارها فوضوية، ولا تتقيد بالواقع.
القصة السيكولوجية: يعتمد هذا النوع من القصص القصيرة على أن الكاتب تتحول أحاسيسه ومشاعره إلى كلمات، ومن خلال القصة يتمكن من عكس أفكاره، وقد يحتوي هذا النوع على الكثير من خفايا النفس البشرية.

أبرز رُوّاد القصّة القصيرة
مع نجم العديد من الشخصيّات في التاريخ الحديث للقصّة القصيرة، حيث كان من أبرزهم: إدریس، فخري قعوار، إبراهيم المازني، يحيى حقّي.

زهراء خليل
مجلة أزرق - العدد الثاني عشر 
المصادر: زكریا تامر، محمود تيمور، محمود شقیر یوسف -بواسطة: كتّاب وزي وزي -