ابنتي العزيزة، صغيرتي التي لم تولد بعد، ابنتي التي ستبقى طفلتي المدلّلة مهما كبُرت.
أكتب إليك هذه الكلمات لعلّها تُوصِلُ لك مدى لهفتى للقائك ومدى حبي لك حتى قبل أن أراكِ.
أكتب إليك وكلي ثقةٌ أنك لو قرأتِ هذه الكلمات في يومٍ من الأيام ستعلمين أنني كل حياتي سأحاول حمايتك من أيّ كلمةٍ عابرة تؤذيكِ، أو تُبقي أثراً سيئاً في روحكِ على مدى الأيام،
وأنني سأبذل من وقتي واهتمامي لأكون أعزّ صديقاتك، سأضع كامل ثقتي بكِ وأعلم أنك لن تخذليني يوماً، فأنا سأتفهم أنك تكبرين يوماً بعد يوم وأنك بحاجة لمساحة معينة من الحرية، سأحاول أن أكون مخبأً لأسرارك، سأكون الكتف الذي يسندك لو مالت الدنيا وأرتك جانبها الأسود.
ولكن عليك أن تعلمي أنك ستبقين طفلتي الصغيرة المدلّلة، ومهما كبرتِ سأظلّ أراقب خطواتك من بعيد، خوفاً أن تنزلق قدمك في هذه الحياة المليئة بالمخاطر، سامحيني إن قسوت عليك يوماً، أو راجعتك بتصرفاتك فأنا إن فعلت هذا فسأفعله من فرط محبتي وخوفي عليك من الوحوش الكاسرة الموجودة حولنا دائماً،
ولكن عليك أن تتأكدي أنه مهما فعلتِ ومهما مررت بظروفٍ صعبة ستجدينني أنتظرك لتفرغي ما في داخلك، فلن يُحسِنَ الظنُّ بك أو يحبك ويحاول مساعدتك لمصلحتك أحدٌ مثلي، أنت قطعةٌ مني فلا تخشي اللجوء اليّ مهما كان ما تمرين به.
عند قراءتك لهذه الرسالة ستكونين فتاةً ناضجة أو ربما تحضّرين نفسك لتصبحين أُماً وتنتظرين مولودتك بفارغ الصبر، وربما تحملين الرسالة وتجلسين قرب قبري ودموعك تقول ما يريد لسانك النطق به، ولكنك لا تعلمين أنني أفهم ما يدور في بالك ولا داعي لأي كلمة فأنا أعرف مدى حبك لي.
لن أقول المزيد، فلا أحرف ولا كلمات قادرة على التعبير عن حبي لك، ولكن تأكدي مهما كانت اختياراتك سأكون بجانبك، وسأكون تلك الأم الفخورة التي تدعمك دائماً.
أمك التي لن يحبّك أحدٌ مثلها
حوراء عيسى
مجلة أزرق - العدد الثاني عشر
0 تعليقات