متلازمة الحُب

ياسمين، طفلةٌ لم تتجاوز الخامسة عشر من عمرها، لم تكن عادية، الاختلاف بدا جينيًّا؛ ليظهر بجمال مبسمها، وعطر حديثها؛ كياسمينة الشام بين حقول البنفسج، برغم صغر عمرها، إلَّا وأنَّها أرادت أن تعلم سبب هذا الجمال الجيني الذي يميِّزها، فعندما عرضت سرَّها على طبيب مختص بالعلوم الجينيّة يُدعى "سلام"، فكانت الاجابته كالتالي: "بعد مرحبًا يا صديقتي ياسمين، وثم السلام على عزيزي القارئ، أنتِ يا أيتها الياسمينة، فتاة جميلة، وتميّزك جينيًا عن غيرك زادك جمالًا، فهذه يا عزيزتي تُدعى (متلازمة داون)، أو ما أُسميها بـ (متلازمة الحب والجمال).
الفكرة يا صديقتي بسيطة للغاية، الانسان الطبيعي جينيًا يمتلك 46 كروسومًا في كل خلية جسديَّة سليمة، منها 23 من الأم، والأخرى من الأب، يحصل عليها الشخص أثناء عدة انقسامات تحدث عند الوالدين، ليتكون العدد الكلي أثناء التزاوج بين الأبوين مساويًا 46 في كل خلية جسدية،
هذا الطبيعي، وفي حالتك يا عزيزتي، فإنه حدث انقسام غير طبيعي لخلايا إحدى الوالدين؛ ليتكون أثناء التزاوج النهائي 47 كرومسومًا، منها 23 من أحد الوالدين، و24 من الآخر، وهذا يكون في الكروسوم رقم ١١ عند الشخص، كما وأنه لا يؤثر صحيًا على هذا الشخص؛ سوى أنه يتميز شكلًا فقط بصفات مميزة".
ياسمين: "ما هي العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بـ (متلازمة داون) أيها الطبيب؛ ليتفادى الناس ذلك بعد قدر الله؟ وما هي المضاعفات التي يعاني منها أصحاب متلازمة الحُب؟".
الطبيب: "الحمل للمرأة فوق سن 35 يزيد من خطر الإصابة وولادة طفل بـ (متلازمة داون). أما بالنسبة للمضاعفات، فأكثرها صعوبة في التنفس، ومشاكل في القلب، مشاكل في الأمعاء، وغيرها...
بالرغم من ذلك كله يا ياسمين، فإنّ أجمل ما يميزهم هو روحهم اللطيفة المحلقة بين نجوم مجرتنا. واعلمي يا عزيزتي أنّكم ألطف ما بالكون وأجمله، خُلِقتهم مميزين، والحياة ستبسط يديها لاستقبالكم".
ياسمين: "أشكرك يا طبيبي الرائع، سأكبر وأدرس علومك، وأغدو مثلك، لتنتشر عدوى (متلازمة الحب) في العالم، ويغدو الكون ورديًا، يملؤه الياسمين، وورق النرجس".
وأنتم يا أصدقاء، وأخوتي بمتلازمتي؛ أنتم شعاع الشمس الذي يظهر كل يوم مبشرًا بصباح جديد، أنتم الحب، ولكم الحب. ارفعوا صوتكم، الحياة منكم، والسلام.

أروى أبو سرور

مجلة أزرق | العدد العاشر