العودة إلى الله




 ‏ ‏عندما كنا أطفال، دومًا نتساءل من هو اللَّه يا أمي، ماذا نفعل كي نراه، وهل هو يرانا، والكثير من الأسئلة اللا نهائية عن مدى فضولنا لمعرفة اللَّه، لتجيبنا والدتنا أنه الرحيم الغفور يا أبنائي أنه لا يُرى الآن في الحياة الدنيا، بل في الأخرة، ولن نراه إلا إذا كنا مُطيعين له، لعباداته وأوامره واجتناب نواهيه، لِنكبر يومًا بعد يوم ونحنُ نتعلّم أشياء جديدة حول معرفة الله، لِنصل وأخيرًا إلى سنّ الرشد وحتمًا أصبحنا الآن على يقينٍ تام من هو اللَّه. 
 ‏ ‏لكن صار لدينا معرفة جديدةٌ لم تقلها لنا أمي حينما كنا أطفالًا
 ‏ ‏وهي أن اللَّه شديد العقاب، ربما ترددتْ في ذلك خوفًا من ردة فِعلّنا على ذلك، كبرنا وتعلّمنا هذه الحقيقة وأصبحنا نخافه، ونعلم أن العقوق للوالدين ذنب، وأن السرقة لا تجوز، وأن الشتم والنميمة عادة سيئة إلى أقصى حد يُعاقبنا الله عليها كغيرها
 ‏ ‏وتعلمنا أن الصلاة عبادةٌ وواجبٌ وتركها من أعظم الأشياء التي قد يرتكبها الإنسان، وأن المُلهيات لا تجوز، والكثير الكثير.. 
 ‏ ‏ليأتي يوم أجلس أنا وصديقي في إحدى المقاهي نحتسي الشاي، بدا صديقي على غير عادته، لا يتكلم كثيرًا، وطيلة الوقت رأيته في شرود، تساءلت عن ذلك قائل:
 ‏ ‏ما بالك يا علي، أراك على غير حالك اليوم؟ 
 ‏ ‏ليُجيب، قد عصيتُ اللَّه يا آدم، وأصبح حالي يُرثى له، أنام واستيقظ على المعصيه!
 ‏ ‏ليرد آدم بتعجب ماذا تقصد يا علي؟
 ‏لِيُجيبه من جديد قائل:
 ‏لقد زنيت...

 ‏لقد زنا علي والزنا في حكم الإسلام باطل ويجب أن يُجلد
 ‏وتجب عليه التوبة، والعودة إلى الله. 
 ‏ كُلنا خطّاؤون ومعرضون لأن نُذنب بطريقة أو بأخرى، وأعظمُنا من يُطهر ذنوبه ويستوحش قلبه ذنبه، ويحاول دائمًا العودة إلى الله، والله لا يرد التائب.
 ‏ ‏عودوا إلى الله مهما بلغت ذنوبكم قباحتها، عودوا عودًا سليمًا نابعًا من الأعماق، وأنتم على أتم ثقةٍ أنَّ الله غفور رحيم رغم أنه شديد العقاب.

نور جرادات

إرسال تعليق

0 تعليقات