اليوم العالمي لحقوق الإنسان



يوم حقوق الإنسان 

"يُولَدُ جميع الناس أحرارًا مُتساوين في الكرامة"
عبارةٌ حملت في طياتها الكثير من المعاني التي تُساوي بشكلٍ كامل بين جميع البشر بغض النظر عن أي تمييز بينهم، وهي الجملة المكرِّسة في الإعلان العالمي "لحقوق الإنسان"، والذي اعتمدته الجمعية العامة عام 1948م لِيحتفل العالم بيوم حقوق الإنسان في 10 ديسمبر من كل عام، حيث تستمر الحملات للاحتفال بالذكرى السنوية للإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي يشير بشكلٍ واضح إلى أنَّ الناس جميعًا متساوين في الكرامة وكامل الحقوق وأنَّ لكل إنسان حق التمتع بالحريات المذكورة ضمنه دون أي تمييزٍ كان إما في الشكل أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الرأي سياسيًّا أم غير سياسي أو في الأصل الوطني أو الاجتماعي أو الثروة والمكانة الاجتماعية وغيرها.

عندما تبنَّت الجمعية العامة هذا اليوم بموافقة 48 دولة وامتناع 8 عن التصويت أُعلِنَ اليوم باعتباره انجازًا مهما لكل الناس من كافة الأمم وأعلِنَ أنه "معيار مشترك للإنجاز لدى جميع الشعوب وجميع الأمم"
واحتلَّ اليوم مكانته العميقة بِنظر المؤتمرات السياسية والاجتماعية والأحداث الثقافية والمحافل التي تتعامل مع قضايا حقوق الانسان، كما تظهر شعبية اليوم بوضوح في طابع البريد التذكاري الذي اعتمدته إدارة البريد في الأمم المتحدة في 1952م ليستقبل نحو 200 ألف طلب اقتناء.
وقد أكدت هيئة الأمم المتحدة حِرصًا منها على ضمان الحقوق وبتصميمٍ منها على إعداد ميثاق يعبر عن التزامات قانونية واضحة مع الدول لِتنفيذها وتعد هذه الوثيقة الأكثر ترجمةً في العالم وهي مُتاحة بأكثر من 500 لغة.
تُعرَّف حقوق الإنسان بأنها الحقوق والحريات التي يستحقها كل شخص كونه إنسانًا، ويستند مفهوم حقوق الإنسان على الإقرار لِجميع أفراد الأسرة البشرية من قيمةٍ وكرامةٍ أصيلةٍ فيهم لأنهم يستحقون التمتع بالحريات الأساسية، وبإقرار هذه الحريات فإنَّ المرء يستطيع أن يتمتع بالأمن والأمان حيث يصبح قادِرًا على اتخاذ القرارات التي تنظم حياته.
كما وأكَّدت جميع الكتب السماوية على قيمة الإنسان وتفرده عن باقي المخلوقات بالعقل وكمثال على ذلك قول الله تعالى في القرآن الكريم: "ولقد كرَّمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضَّلناهم على كثيرٍ ممن خلقنا تفضيلا" 
صدق الله العظيم
ونظرًا لأهمية حقوق الإنسان فهي تُعدُّ أيضًا أهدافًا للتنمية المُستدامة حيث أنَّ بِغياب الكرامة الإنسانية لا يمكننا الدَّفع قُدُمًا في كافة مجالات التطور إذن فهي مدفوعة بالتقدم في جميع أهداف التنمية المُستدامة.
أمَّا عن حملة المُطالبة بحقوق الإنسان فقد تم تصميمها لِتشجيع وتحفيز وتسليط الضوء على دور الشباب في جميع أنحاء العالم الداعم للحقوق والمناهض للعنصرية والكراهية والتمييز كونَهم يلعبون دورًا حاسمًا في التغيير الإيجابي على اعتبار أنهم المحرك الرئيسي للتحول السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وتمكينهم بالمعرفة الكاملة بحقوقهم والمطالبة بها بشكلٍ فعال يحقق فوائد عالمية.
" لكلِّ شخص الحق في الحياة والحرية والأمان"

أنواع حقوق الإنسان:
الحقوق الشخصية والتي تكفل حقوق السلامة الشخصية كالحياة والحرية والتمتع بالأمان وحرية الأفكار والأديان.
الحريات المدنية التي تضمن حق الشخص في الزواج والتنقل.
الحقوق الاجتماعية والاقتصادية والتي تضمن حق الشخص بالحصول على الحاجات الإنسانية الأساسية كالرُّقِيّ الاجتماعي والثقافي حيث أن لكل شخص حق في مستوى المعيشة يكفي لضمان الصحة والرفاهية على صعيد المأكل والمسكن والملبَس والعناية الطبية والتعليم.
"لكل شخص الحق في مستوى معيشي كافٍ لصحته ورفاهيته هو وأسرته بما في ذلك الطعام والملابس والمسكن والرعاية الطبية والخدمات الاجتماعية الضرورية"
"لكل شخص الحق في العمل وفي حرية اختياره وبظروف عادلة ومواتية للحماية من البطالة"
"لكل شخص الحق في العمل بأجر عادل ومناسب يكفلُ له ولأسرته عيشة لائقة بكرامة الإنسان"
"لكل فرد الحق في المشاركة بحرية في الحياة الثقافية للمجتمع والتمتع بالفنون والمشاركة في التقدم العلمي وفوائده"
ما هو دور الأمم المتحدة في حماية حقوق الإنسان؟
تقوم لجنة خاصة بِحقوق الإنسان تابِعة للأمم المتحدة بإعداد تقارير بشكل دائم عن طريق مراقبين مُنتشِرين في دول العالم، وتُقدَّم هذه التقارير إلى هيئة الأمم المتحدة وتوزَّع على الأعضاء للبحث والدراسة، وقد تتعرَّض الدول التي تنتهِك حقوق الإنسان لِعقوبات يفرضُها عليها المجتمع الدولي.
"لا يجوز إخضاع أحد للتعذيب ولا المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللا إنسانية أو المهينة" 
 تتسبَّب الاضطرابات المدنية والصراعات المسلحة في انتهاكات صريحة وواضحة لحقوق الإنسان، لذلك فعندما تعجز بعض الدول عن بسط النظام والأمن في منطقةٍ ما فإن الأمم المتحدة تُرسِل قواتها إلى هذه الدولة حيث توجد النزاعات الداخلية في محاولةٍ منها لحفظ السلام ولكن بعد موافقة أطراف النزاع، كما أنها عقدت


كتابة: مياس وليد عرفة

إرسال تعليق

0 تعليقات