يعتبر فن الرسائل عند العرب، من الفنون الأدبية القديمة، ازدهر في القرنين الثالث والرابع الهجريين.
وهو فن نثري جميل، يظهر مقدرة الكاتب وموهبته، الكتابية وروعة أساليبه البيانية القوية.
#مَتى_ظهر_ وأين_نشأ ؟؟
لما كانت الكتابة والقراءة أقل شيوعا عند العرب في الجاهلية، لم يكن لفن الرسائل دور في حياتهم الأدبية، والاجتماعية في ذلك العصر، وهذا خلافا للفنون الأخرى، كالشعر والخطابة والأمثال، التي كانت منتشرة عندهم، ومزدهرة لكن مع مجيء الإسلام تغير الحال، فالرسول صل الله عليه وسلم؛ وهو النبي الأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب كان يشجع المسلمين على تعلم القراءة والكتابة، وقد اتخذ كتاباً يكتبون له القرآن الكريم، كما يكتبون له الرسائل التي كان يبعث بها إلى زعماء المناطق، ورؤساء القبائل، وملوك الدول كما فعل مع كسرى عظيم الفرس، وقيصر عظيم الروم.
#متى_دون_فن_الرسائل:
عندما آل الحكم إلى بني أمية وأراد معاوية بن أبي سفيان أن يطور شؤون الدولة الاسلامية؛ أنشأ ديوان الرسائل هذا الديوان يُعنى بشؤون المكاتبات التي تصدر عن الخليفة إلى ولاته وأمرائه وقادة جنده وملوك الدول الأخرى. وقد كان الخليفة ـ في بداية الأمر ـ هو الذي يُملي الرسائل على كاتبه، ثم بمرور الزمن أخذ الكاتب يستقل بكتابة الرسائل، ثم يعرضها على الخليفة وكان أسلوب الرسائل آنذاك تغْلبُ عليه البساطة والوضوح، ويخلو من التأنق والتصنّع كما حدث ذلك لاحقاً و شهد فنُّ الكتابة نقلة ً كبيرة في عهد هشام بن عبد الملك، عندما تولى مولاه سالم رئاسة ديوان الرسائل في عهده، ثم في عهد مروان بن محمد، آخر خلفاء بني أمية، الذي تولى أمر ديوانه عبد الحميد بن يحي الكاتب. فقد عُرِف عبد الحميد بالبراعة في فن الترسل حتى غدت مكتباته مضرب المثل في الجودة والإتقان، حتى قيل: "بدأت الكتابة بعبد الحميد"
و قال عنه جرجي زيدان في "تاريخ آداب اللغة العربية"(فتحت الرسائل بعبد الحميد و ختمت بابن العميد).
ومن رسائل عبد الحميد المشهورة، رسالته التي كتبها عن مروان إلى ابنه وولي عهده عبد الله، حين وجهه إلى محاربة الضحاك بن قيس الشيباني الذي ثار في العراق، ورسالته التي وجهها إلى عمال مروان بن محمد بالأمصار يأمرهم بمحاربة لعبة الشطرنج، ورسالته التي وجهها إلى الكُتَّاب وأصبحت دستورًا لمهنة الكتابة.وعندما قامت الدولة العباسية أخذ خلفاؤها هم الآخرون يولون كتابة الرسائل عناية أكثر من سابقيهم، ولهذا السبب كثر الكُتَّاب، ونبغ كثير منهم في فن الترسل، وازداد التنافس بينهم ولا غرابة في هذا، لأن العمل في ديوان الرسائل أصبح مصدر رزق لهم، وغدا التفوق في فن الترسل وسيلة للحصول على ولاية أحد الأقاليم.
ونستحضر في هذا المجال أسماء: يحيى بن خالد البرمكي، وابنه جعفر، ومحمد بن عبد الملك الزيات، وأحمد بن يوسف الكاتب، وابن العميد، والصاحب بن عباد، وعبد العزيز بن يوسف، وضياء الدين بن الأثير. وغيرهم ممن أوصلتهم هذه الصنعة وهذا الفن، إلى ما كانوا يطمحون إليه من نيل لأعلى المناصب، فقد كان لا يصل إلى تولي ديوان الرسائل إلا من حسنت سيرته وذاعت شهرته، و كان فارس بلاغة و صاحب إتقان و جودة، في تدبيج و تطريز الرسائل.
"وقد بلغ فنُّ كتابة الرسائل أَوْجَهُ في القرنين الثالث والرابع الهجريين، بحيث يمكن لنا أن نصف هذين القرنين بأنهما يمثلان الفترة الذهبية لهذا الفن.."
#أنواع_الرسائل:
ــ الرسالة الديوانية.
ــ الرسالة الإخوانية.
ــ الرسالة الأدبية.
بقلم الكاتبة زهراء الخليل
1 تعليقات
مرحباا 👋🏿
ردحذفجميلة جداً
شكراً زهراء🌸