الخيميائي


يتردد اسم رواية (الخيميائي) بين الاقتراحات، وإشادة القرّاءِ بهذا العمل الغني، وكاتبه البرازيلي (باولو كويلو). لا بد وأن في الأمر سراً ما، ولا سيّما أن الرواية لم تنجح في حصد الشهرة بادئ الأمر. إلا أنها تخطت توقعات الكاتب لاحقاً، ونجحت في حصولها على شعبية ضخمة، وحصدها لنسبة بيع كبيرة، وخاصة في الدول العربية.*حين تم تكليفي من أجل مراجعة رواية الخيميائي، خامرني شعورٌ بالتردد، حيال اسمها الغريب، وغلافها الذي لا يستهوي عين القارئ، وكنت أعتقد أن الرواية عصيّةٌ عن الفهم. لكن بيّد لي أنني كنت مخطئاً تماماً. فوجدت بها بساطة الأسلوب والمفردات، رغم طرحها لأفكارٍ فلسفية معقدة، إلا أن الكاتب استطاع تبسيطها للأستيعاب والفهم.*تدخل رواية الخيميائي ضمن الأعمال الفلسفية، والعجائبية. وضمن الأدب البرازيلي.*تحدثت الرواية عن الفتى "سنتياغو" ، الراعي البسيط الذي سكن اسبانيا، وبدء رحلة يجوب بها بلاداً جديدة عليه، ضمن مغامرة شيقة، باحثاً خلالها عن الكنز المخبوء بالقرب من أهرامات مصر. تدور معظم أحداث الرواية في البلاد العربية، بدءاً بمدينة طنجة المغربية، وانتهاءاً في مصر. وكان للصحراء دور أساسي في مغامرته، وتسهيلها على سنتياغو، فهم الأمور المعقدة.*تتميز الرواية، بطريقة سردية بسيطة، وطرحها لأفكار فسلفية تتعلق بوحدانية الأشياء، ووجودها، و(روح الكون) التي تتغذى به الكائنات الحية، وعن (الأسطورة الذاتية) والتي تقوم على مبدأ الواجب الأساسي، والمهمة الممنوحة لكل شخص. *تناولت الرواية عدة شخصيات من أهمها: الإنكليزي، وهو صديق سنتياغو في رحلته في الصحراء، والجمّال، الذي منح سنتياغو أشارات عديدة نحو أسطورته الشخصية، والملك، والذي كان نقطة فارقة في حياة سنتياغو، ولا ننسى أخيراً الشخصية الأهم في حياة الفتى، وهو الخيميائي، الذي كان له كل الفضل في تعليم سنتياغو الخيمياء، واجابته على أسئلته المعقدة.*قد يعتقدها البعض بأنها رواية لا نفع منها، وأنها محض سردٍ لأفكار وطروحات فلسفية لا جدوى بها، وقد يشيد البعض بالعمل، وبأفكاره الغنية التي تمنح القارئ نظرة جديدة للحياة، وقد تكون إشارة لقارئ ما، نحو أسطورته الشخصية.





رواية: الخيميائي





الكاتب: باولو كويلو





محمد مؤمن الرمضان


إرسال تعليق

0 تعليقات