إلى مرام...


أما قبل قد وصلتني رسالتكِ المليئة بالأحرف المتراصة من الود





تكسوها اعترافات أنيقة عنكِ، أما بعد لربما كانت الأقدار تطيحُ بنا أرضاً في شتى الامور لكن لا أنكر أن لهذا القدر الذي جمعني بكِ له مذاقٌ خاص ونعمة أُحسدُ عليها سأغرق في القليل من تفاصيلي لاختصر عليكِ من الوقت والجهد لاستكشافي اسمي عُلا .. وامتلك من اسمي بكل ما يعنيه من معنى من العلو فإني لا أرضى بالقليل من الشيء أسعى لأخذ الأشمل من كُلِ شيء ليس تكبُراً وإنما لاعتناقي فكرة أننا رفاتٌ ولن يبقى منا إلا آثارنا الراسخة بعد مماتنا، نمت موهبة الكتابة عندي من تكوم الكلمات العالقة في حنجرتي فلم استطع تقيؤها فبثثتها حبراً على اوراقي البيضاء اه .. نسيتُ أن أخبركِ أن هذه الفتاة الصنديدة لديها اعتقاداتٌ ونظرة تختلف عن بنات جيلها، ليس لشيء وإنما انتمائُها لمدينتها التي شبعت من الموت فإنني من مدينةٍ منسية تزينها الأنقاض المتكومة من هنا وهناك، فالحرب اقتصت منها حد الثمالة هذه المدينة ريحانةُ دمشق ورئتاها المخنوقتان بالآهات، إنها دُوما التي ستدومُ أحزاننا سرمديا بها.إنني ما زلت أجاهدُ في الثانوية العامة لادخل مجالاً يكون سنداً لمدينتي المنكوبة، لربما خفت الأمل في اوطاننا لكننا لا نزال شعلات تحاول أن تبقي ضيائها مشعاً إلى حين يخطفنا الموت فارغين ! أرجو أن تصلك رسالتي كُل الحب والود لكِ





بقلم: علا الأحمد





أدب الرسائل


إرسال تعليق

0 تعليقات