إلى محمد


لا تتَوقع مني البدء بسَؤالكَ عن الأحوال! فقَد أصبحَ سؤالاً روتينياً، مملاً، جوابه "بخير"، وغالباً يُسأل لفضِّ العتب، اسَمح لي مناداتكَ بمؤمن دونَ محمد؛ ليس لأنّي فضلتُ مؤمن أكثر؛ لكن لحاجةً في نفس يعقوب، ربما أرويها لكَ في رسَائلي القادمة، دعني لا أجزم؛ لكنك لستَ بخير، لا بأس، سيَكون كل شيء على مايرام، على ما أعتقد يوماً ما، هذه الحياة تحتاج الكثير من الصبر يا مؤمن، أعلم تماماً ما معنى أن تحمل مسؤوليَات، وأثقال، وهموم، ليست لسنك! في النهاية لن يدوم كل هذا -أعدك- الله يسمع، ويرىَ، أناتُ قلبكَ، وندوب روحكَ، لن يترككَ حتماً، فقط ثق به.هناكَ الكثير من الأشياء؛ التي تربطناَ، ربما القليل، وقد لا يربطنا شيء على الإطلاق، مع ذلك؛ ابتسم، يهمني حقاً كونكَ سعيد.أنا الصغيرة الناضَجة، الطفلة الواعية، الطيبة القاسية، والتي تملك كثيرا ًمن الأحلام، ولا تفصحها؛ خوفاً من خيبةِ أملٍ أخرىَ، تركتني عائلتي، طعننِي أقاربي، وأُبعدتُ عن مدينتي غصباً، ذقتُ الويلات في طفولتي؛ لأحصل على لقمةَ عيش؛ أسدّ بها زقزقة معدتي، لم يمنعُني هذا من الأستسلام، ويجب عليكَ أنت أيضاً؛ أن تبقىَ قويا،ً وتحارب في معركة الحياة، قد لا تفوز؛ لكنكَ ستعوّض في مكان آخر، وحياة أخرى، عندَ الله، عليكَ فقط أن لا تتوقف عن المحاربة، رحمة الله ولطفه ستساعدك كلما خارت قواك لا تقلق إنه معك دائماً. بالمناسبة؛ مؤمن اسمٌ جميلٌ جداً، رعاكَ الله، وأسعدكَ أيها الصديق الغريب البعيد، بانتظار حروفك الرائعة أن تكتب لي..





الجمعة: ٢٠١٩/١١/٢٩





بقلم: سارة زهني





#أدب_الرسائل


إرسال تعليق

0 تعليقات