طالما سمعنا كثيراً ووافقنا مراراً على بنود برامج ومواقع تواصل، تلزمنا باحترام معايير الخصوصية الخاصة فيها، أو بالمستخدمين الذين يستخدمون هذه البرامج أو المواقع.
لكل منا خصوصية يجب على كل من حوله بمختلف أنواعهم احترامها، فكيف نحافظ على خصوصيتنا التي غالباً ما نتيح انتهاكها دون انتباه، لأننا لا نلتزم بقواعد محددة، أو لجهلنا بثغرات ممكن استغلالها لهذا المأرب.
سنتطرق في هذه المقالة لبعض الجوانب الأساسية والعامة التي نتعامل معها يومياً، ويجب علينا أن نطلع عليها ونحسن التعامل فيما يخصها، لنحمي خصوصيتنا أو ملفاتنا الشخصية، وأحياناً أرواحنا.
هاجسٌ يحير عقول الكثيرين عندما يسمع بعبارة "عملية استعادة الملفات المحذوفة"، فكيف لشيء تم اتلافه أن يعود وكأنه لم يحذف أساساً، وما هذه التقنية أو المادة السحرية التي تسمح بذلك؟
علينا أن نوقن أن لكل شيء جانبان جيد وسيء سلبي وإيجابي، فعملية استعادة الملفات المحذوفة كانت لاستدراك حذف ملفاتنا بشكل خاطئ، ولكن العديد من المستخدمين أساؤوا استخدامها لأغراض شخصية، بغية التلصص على الآخرين والاطلاع على أمورهم الشخصية، بدافع الفضول أو ما سواه من دوافع تعد سيئة.
وبناء على هذه الخاصية أو الميزة، التي يمكن من خلالها استعادة الصور والفيديوهات وحتى مختلف أنواع الملفات، عزف كثيرون عن بيع هواتفهم أو حواسيبهم الشخصية، مخافة أن تتم استعادة الملفات التي كانت عليها واستخدامها بشكل خاطئ.
فلنتخيل معاً كم الأمر خطير ويمسنا بشكل شخصي؟
هل سيحرم علينا بيع أي هاتف أو حاسب؟ أو أي كارد تخزين بمختلف أنواعه حتى لو لم نعد بحاجته، أم هناك طريقة لتجنب الاستخدام السيئ لهذه التقنية؟
سنشرح بشكل مختصر ومبسط أولاً عن عملية الاستعادة، وكيف تتم لنفهم بعدها بكل بساطة كيف يمكننا تجاوزها، وعدم التأثر بها وحماية خصوصيتنا في هذا المجال.
سيدور في ذهننا أين تذهب الملفات؟ وكيف يتحول حجمها إلى صفر، ومع ذلك يمكن استعادتها!، باختصار شديد إن عملية الحذف لأي ملف بالحقيقية هي ليست حذف أساساً، وإنما فقط هي حذف اسمه من سجل الملفات بالتالي لا يعود نظام الملفات لهذه الحاسب أو الهاتف يراه، ويعتبر حجمه صفر أي كأن العملية مجرد إخفاء ولكن للملف وحجمه أيضاً.
وبالتالي يقتصر دور برمجيات استعادة الملفات على إظهار هذه الملفات، واستعادتها بأسماء تلقائية مختلفة عن الاسم او بدون بعض الأحرف، ولكن بكامل قوام الملف وما فيه من معلومات.
السؤال المبهم الحالي الآن هل يستطيع وسيط التخزين أن يخزن حجوم أكبر من مساحته؟!، فنحن حذفنا آلاف الملفات وبنفس الوقت خزنا الاف جديدة فكيف حصل ذلك؟
كما أسلفنا أن عملية الحذف هي باختصار مجرد إخفاء، بشكل ما للملف ومعلوماته وعملية الحذف الحقيقية تكون عند الكتابة بملف جديد، فوق القطاع الذي يتواجد فيه هذا الملف، وبالتالي تختلف المغنطة ويتم اتلاف الملف القديم ويحل محله الملف الجديد، وبهذا الشكل يصبح من المستحيل استعادة الملف الذي تمت الكتابة عليه، أو فوق قطاع وجوده، وتبقى العملية ممكنة للملف الجديد الذي تم إحداثه وهكذا.
أي أن العملية تتم على أخر ملف تمت كتابته بالقطاع على القرص الصلب أو وسيط التخزين، وفي حال تم الكتابة فوقه فسيتم إتلاف الملف القديم وهكذا...
ولتحمي ملفاتك من الاستعادة هناك بعض البرامج التي تقوم عملية الحذف الامن، أي تحذف الملف وتكتب فوقه وتحذف ما كتبت، أو يمكنك ببساطة أن تعلم أن الاستعادة ستتم على آخر ما تمت كتابته، فتقوم بنفسك بمسح كل شيء خصوصي ومن ثم الكتابة بملفات عامة على كامل المساحة الفارغة، حتى تمتلئ كافة المساحة، ويمكن أن يكون تكرار الأمر لمرة ثانية أفضل من حيث جعل الأمر يصبح مستحيل الاستعادة.
لذلك قبل أن تقوم ببيع أو اقراض أي وسيط تخزين، سواء حاسب أو جوال أو فلاشة أو قرص محمول، تأكد تماما أنه لا يوجد ملفات حساسة عليه لا ترغب باطلاع الأخرين عليها، وثانيا أنك قد قمت بما يسمى عملية طمس المساحة الفارغة، والتي يمكن استعادة الملفات عليها، من خلال الكتابة على هذه الملفات بملفات غير مهمة ومن ثم مسحها، ولدرجة أمان أكبر جرب برامج الاستعادة قبل بيعك لأي وسيط تخزين، بعد أن تقوم بعملية الطمس لتتأكد تماماً أن الاستعادة لن تشمل أي ملف حساس.
هذه الخطوات يجب أن نستخدمها، لأننا في ظل تطور تقني رهيب وعدم احترام المجتمع لخصوصيتنا، لذلك من الضروري أن نضع قواعد الحماية التي تكلمنا عنها، وأن نطبقها وحتى أن نجعل الأخرين يطلعون عليها لسد هذه الثغرة.
إن مواكبة التقنية تعني الاستفادة من جوانبها النافعة، وتجنب الضارة من خلال اطلاعنا عليها وعلى طرق تجنبها، فهل نحن فعلاً نواكب هذه التطور التقني الرهيب ونلم بالأساسيات أما أننا نستخدم التقنية دون الوعي الكافي، الذي من شأنه أن يؤثر على حياتنا وأدق تفاصيلها، هذا ما يجب أن نملك جوابه؟
نور نبهان
مجلة أزرق - العدد 14
0 تعليقات