طنجة في: ٢٧ كانون الأول ٢٠١٩
عُرِّب الاسم الآرامي "سارة" فصار أنتِ.
إلى اسمي المُعرَّب، إلى نصفي الثاني، إلى قلبي الموجود في القارة الأخرى، إلى أنا الثانية في الطرف الآخر من العالم.
مساء الخير أو صباح الخير لا أدري متى تصلك الرسالة لكنني أكتبها الآن، وستصلكِ حين يأتي الأوان.
على قلبكِ السلام وعلى قلبي الإشتياق، الذي لازال وسيزال في الصدر يُخمَّر ولن يُشرب إلى أن يحين اللقاء.
قد تصلك رسالتي هاته وقد لا تصل.
والسبب سيكون بليدا، بُعدُ المسافة وكثرة الحواجز والمعابر، سيشكون أنِّي متورطة بخلية، سينظرون إلي بنظرات خوف واستغراب كأنني مُقْدمة على مصيبة.
إلى القارة الحُلم، إلى سورية الشقيقة.
رسالة إلى أرض الياسمين العتيقة رسالة إلى صديقة جميلة رقيقة، جمعتنا صدفة ستظل في القلب مُعَلَّقَة، ستظل ذكراها في العقل مُعَتَّقة.
لا يَهمني بعد المسافة أو قٌربها، و كثرة التفتيشات التي ستتعرض لها الرسالة. لكن يهمني كثيرا عدد المحطات التي ستقف بها.
عبق عدة دولٍ سَتَمر منها، ستحمل ذكرياتها وتاريخها وثقافتها، ستصلك الرسالة مليئة بكتلة عظيمة من المشاعر.
أما بعد:
لا أدري ماذا سأكتب لكِ غاليتي لا أعلم لِمَ أنا حائرة، تائهة والكلمات تهرب من بين يدي، أظن أن ذلك راجع لعدم كتابتي رسالة من قبل، أو وكما تعلمين جيدا أنِّي لا أُجِيد التعبير عن مشاعري البتَّة، فأنا كتومة مزاجية، هادئة خارجيا، لكني أحارب داخليا.
دائما ما أعتذر لعمري العشرين الذي أعيشه بهذه الطريقة، ودائما ما أثور صارخَةً و مُطالِبةً بِنَقلي إلى الثلاثين، فقد سئمت حَقّاً من عمر العشرين، رغم أنَّي لازِلت في بدايته.
اتركي تَفاهتي جانبا، ولنتكلم عن سبب المراسلة.
أردتُ وبكل بساطة أن أختلق شيئا مميزا نظرا للروتين الذي نعيشه، نظرا لانشغالات الحياة التي قلَّلَت من ثرثراتنا.
بِصراحة، وإن كنت تريدين الحقيقة، أنا لم تلهني الحياة عنكِ ولا انشغالاتها، أنا لم يُلهني شيء أبدا عَنكِ.
ولكن، هل تصدقين إن أخبرتكِ أني من شِدَّةِ خوفي عليكِ لم أعُد أُجيد الكتابة إليكِ؟
ربما لأني لم أعد أجد ما أقوله لكِ سوى أني أذكركِ كثيرا، كثيرا لدرجة أنني أحيانا أجد نفسي أعيش بتوقيت كل تفاصيلكِ الصغيرة، كأنكِ هنا معي.
اشتقتُ لكِ جدا، وجدا، وجدا وأعرف أن الطريق إليك مستحيل.
و لكن، كلي أمل أن ألقاكِ ولو بعد حين.
إن وصلتكِ رسالتي هاته، فحتما سنلتقي يوما ما.
ختاما أريد أن أقول:
نَازَعَتْنِي نَفْسِي و رُوحِي إليْكِ و إلى لُقْيا مُحَيَّاكِ.
وأيْضا غالِيَتي:
اشتاقت إليكِ عِجافٌ أنتِ يوسُفها
فَهَلّا رَمَيتِ على العُميان قُمصانا ؟
فهلا أجبتِ عن رسالتي؟
ورَزَقْتِني فَرْحَةَ يَعقوب بِعَوْدَة يوسُفه.
من المُحِبَّة سارة إليكِ عَزيزَتي سالي
بقلم: سارة بوغليضي
مجلة أزرق
العدد 16
4 تعليقات
رائعة هي كتابتك كروعة اليوم الذي التقا فيه يعقوب بيوسفه هل استمررت ؟
ردحذفرااااااائعة
ردحذفحبيت ❤️
ردحذفكل الحب لحروفك💛
ردحذف