سمر يزبك كاتبة وصحافية سورية ،ولدت في مدينة جبلة سنة 1970 عملت في عدة صحف وكتبت للتلفزيون أفلاماً تتناول قضايا حقوق المرأة .
أصدرت 11 كتاباً بين قصة ورواية وسرد منها " صلصال، رائحة القرفة، طفلة السماء".
اشتغلت سمر على توثيق الذاكرة السورية في كتابيها "تقاطع نيران وبوابات أرض العدم، حصلت على عدة جوائز عالمية وتقيم حالياً في باريس.
رواية جبل الزنابق "حكي منامات" ماهي إلا تماهي بين الذات الساردة والعمل الفني نفسه. حيث تسبح سمر يزبك في فضاءات الحلم، لأتركب عصا الساحرة،و إنّما الحروف والأشجار والمخلوقات الغريبة، أو تمتطي غيمة عارية، وتزور عوالم خفيّة في أعماق الذات والعالم .
أحلام ليست كوابيس ،وإنما رؤى واقتحامات مختلفة وحكايات.
بالنسبة لغلاف الرواية أحببته ومناسب جداً لفصول الرواية بمايملكه من خيال الحُلم وواقع المجرات الكونية.
رؤية الرواية، نحن نتطرق أمام لغة الحلم مع غياب زمن الواقع في النص، ويمكن تقسيم السلسلة إلى مستويين انطلاقاً من اسم الرواية؛ الأول الحكي ومافيه من دلالات وبراهين على الواقع وإحالتها للذات الروحية، والثاني الاعتراف بهذا الحكي فمن المتداول أن اللغة في الحلم تعمد إلى الوهم وتغيب العلاقة المباشرة بين الأشياء.
لايمكننا تصنيف الرواية بمسمى أدبي معين ،حيث كانت تتراوح بين السرد والشعر النثري في رصد المنامات والواقع الكوني.
حيث كانت الرواية تخلق الحس الفجائي والتحرر من ثقل يرهق روحها طوال اليوم لتتخفى وتبدأ بتصفية التعب الروحي من عقلها الباطن ليُرى كأنه مقتطفات منامية خُلطت بين واقع وحلم مجراتٍ عدّة.
استطاعت ضمن روايتها أن تستأنف قضية قديمة في الأدب وهي قضية الشكل والمضمون.فالكاتبة سمر لم تلتزم قالب أدبي معين وهذا مادفعها لوصف الكتاب أنه " مجموعة منامات أحلام " فهذا يُريح القارئ ويحرره من إطار الشكل والنوع.
وأشارت ضمن روايتها إلى هيمنة الحس النسوي على مجرات الرواية الروحية والكونية والخيالية.
وتتحدث عن القضايا السياسية والقهر الذي كان يمارس على النفس الساردة فهو نابع من روح المرأة نفسها، وكأنها هي ذاتها تمارس دور سلطان قانون هذا القهر.
الدفقات الفجائية في سرد حكي منامات ماهو إلا لقطات من الواقع الذي يمثل لحظة تأزم عند النفس الساردة ذاتها.
جبل الزنابق "حكي منامات" ماكانت الأحلام إلا الجسر الذي يربط بين الواقع والخيال، بين مجرات الكون السماوية والأرضية.
كل شيء يمكن أن يحدث في الحلم، خارج كل القيود وبعيداً عن قانون الأواني المستطرقة.
نورا خطاب ✏
0 تعليقات