مراجعة سلسلة عربستان


الكاتب: أُسامة المسلم
الكتب: سلسلة عربستان (بساتين عربستان، عصبة الشياطين، رياح هجر والعرجاء ).
نوع الكتب: ذات طابع فانتازي رعب.
أسامة محمد المسلم، كاتب وروائي سعودي الجنسية، رواياته غالباً تأخذ طابع  الفنتازيا التاريخية والخيال العلمي والرعب.
من أبرز أعماله: روايتي لُج وخوف .
سلسلة عربستان ، هي مجموعة روايات مؤلفة من عدة أجزاء متسلسلة تابعة للجزء الذي يليه
تتحدث السلسة عن ملحمة تاريخية قبل الإسلام في زمن الجاهلية، حول قصة حرب و ثأر بين امرأة فارسية و امرأة عربية اللتان أصبحتا من كبار السحرة ويجندان مجموعة من الساحرات لتبدأ الحرب بينهم.
السلسلة مكونة من أربع أجزاء والجزء الخامس(الساحرة الهجينة) صدر قريباً..
هذه الروايات ذات طابع مختلف قليلاً عن المألوف والعادي، مصنفه تحت مسمى (الرعب والفنتازيا) ولكن ليس اللقصد هنا الرعب الدموي الذي نألفه هنا تتحدث جميع هذه السلسلة من الروايات عن السحرة والجن والشياطين، ليس هذا فحسب بل كان الكاتب موفق جداً في اختياره للمكان الا وهي بلاد فارس وما يحيطها من بلاد كعربستان، وهجر، الحجاز، اليمامة، حضر موت و بستك... الخ
كلها أماكن قد سمعنا مسبقاً عن وجود السحر والشعوذة فيها ،غير أن المواضيع لم تقتصر فقط على السحر والجن والشياطين، ففي الكتاب الأول (بساتين عربستان) يتطرق الكاتب إلى أكثر من موضوع وأكثر من شخصية وأحداث متسلسة لا تنتهي تحدث فيها عن العائلة والفقد و الكره والحب والسحر و الثأر والتعامل مع الجنودوالشياطين وتأسيس ساحرات على مستوى عالي، الكتاب مليء بالأحداث على الرغم من طول الكتاب إلا أنَّ قراءته سهلة لكنها تحتاج لقوة كبيرة لربط الأحداث وعدم نسيان الشخصيات الأساسية.
في الجزء الثاني من السلسلة (عصبية الشياطين) تابع فيها أحداث الجزء الاول وأضاف إليها الانتقام والغدر الخيانة وعشق الجن وكيفية تأسيس عصبة للشياطين للثأر من سحرة البشر و التعمق أكثر في عالم الجن وحياتهم وسكنهم وغيرها من الاحداث المليئة بالتشويق .
في الجزء الثالث من (رياح هجر) ينتقل الكاتب إلى شخصيات جديدة لكنها مرتبطة بالشخصيات الأولى فمنها استرجع بعض من ماضي السحرة وكيف كانت بداية ونهاية الساحرات، ولم يكن السحر ذا أمرٍ غريب أو مخفي وقت ذاك بل كان أمراً شائعاً ومتوارث فكان السحرة يفتخرون في هذه المهنة ويحرصون على توريثها لمن بعدهم حتى لا ينقطع هذا العلم.
في الجزء الرابع وليس الأخير (العرجاء)، انتهى عصر السحر في بلاد فارس والحجاز فقتل السحرة بعضهم بعضاً في اليمامة والحجاز وهجر وانتهت البلاد بطمع الدول المجاورة لاستغلال ضعفها والسيطرة عليها، ظناً منهم بأن السحرة الأقوياء أو المسيطرين عليها قد أبيد بعضهم بعضاً، لكن في الحقيقة ظهرت شخصية تدعى العرجاء، لتكمل مسيرتها في السحر والدفاع عن أرضها من أي عدوان خارجي، في الحقيقة ترك الكاتب السلسلة مفتوحة بدون نهاية والكثير من الشخصيات التي ترك لك الفضول لمعرفة مصيرهم.

على الرغم من أن عالم السحر والشعوذة ظاهرة اختفت مع الوقت والزمن إلا انه لا نهاية له، فهو موجود ومتداول في الباطن، جميع هذه الأحداث المرعبة حدثت في الجاهلية فلا يعقل كمية القتل والثأر والتعامل مع الجن والشياطين بشكل مفرط في أدق تفاصيل الحياة، لذلك تجد أن هذه الظاهرة قليلة مع وجود الإسلام والالتزام الديني، إلا انها لم تنقرض فعلياً.
قد يكون محتوى هذه السلسة من الخيال على الرغم من أنني استبعد ذلك نظراً لشهرة العديد من البلدان في السحر وتعاملها مع الجن والشياطين، لاسيما أن الكاتب وضع نهاية مألوفة
للسحر والسحرة فهي ليست أفضل من غيرها من النهايات السيئة المعتادة التي تنتهي بلقتل والحرق وسفك الكثير من الدماء فهي نهاية عادلة وواقعية أكثر .





إيناس رويس


إرسال تعليق

0 تعليقات