حياةُ القلوبِ


حياة القلوب تعلمنا على مدار سنوات طويلة أن القلب من الناحية العلمية هو أعظم وأعقد وأعجز عضلة خلقها الله مزدوجة تضخ الدم الذي يحمل الدم والغذاء إلى كل عضو ونسيج خلقه الله في الجسد ويعمل دون راحة و صيانة أو توجيه وكلل وتعب ويضخ 8 آلاف لتر من الدم لجسم الإنسان في اليوم الواحد، وجعل لهذا القلب كيساً لصيقا به هو (الغشاف) مغلفاً بغشاء آخر (التامور) يفرز مادة تلين حركته لئلا يحتك بالقلب نفسه, كالزيت في الآلات تماما, مع التقدم والتطور التكنلوجي أصبج لمرضى القلوب فرصاً كثيرة للنجاة من الموت حيث تم زراعة القلب لعديد من الحالات ونلاحظ أن الأشخاص الذين تتم زراعة القلب لهم يطرأ عليهم تغيرات نفسية وسلوكية على الصعيد الذاتي أولاً ثم مع المجتمع المحيط, ليعطي الدكتور Andrew Armour تفسيراً أنه يوجد داخل قلب الإنسان برامج خاصة للذاكرة يتم فيها تخزين جميع الأحداث والمعلومات التي يمر فيها الإنسان لتقوم بإرسال هذه الذاكرة للدماغ لتتم معالجتها, نستنتج من هذا أن للقلب دوراً هاما في التأثير على الدماغ من ناحية الإستيعاب والفهم والإدراك والإبداع, ليكون القلب هو الملك وحقيقة الإنسان والأساس في سلامته من كل الأمراض الوبيلة ومهما بدى للقلب من أمراض وعلل فهي تنتهي مع موت الإنسان ولا شيء يبقى ويدوم في معادلة الموت.
أما قلب النفس:هو مملكة الملك والمكان الأول وكل من بعده خدم وحشم وجند, له من أعضاء وجوارحه وتبدى حياتها بعد الموت وأحيانا في الدنيا فتشقي صاحبها إلى أن يشاء الله كما قال رسول الله (ألا وإنَّ في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كلُّه وإذا فسدت فسد الجسد كلُّه ألا وهي القلب) ليكون معدن العلم و الحكمة والإشارة وكنور الشمس للإنسان ذو القلب الصافي و السريرة السليمة. الطابع الوجداني للقلب: هو الجانب المدرك للإنسان و بصيرته, فإذا أحب ما يحب الله وأطاع ما أمره الله وفرضه واجتنب ما نهى عنه فتحت غشاوة قلبه وبصيرته ورأى بقلبه مالم يقدر أحدا أن يراه في عينه.
فالله لا ينظر إلى شاكلة عبده وهيئته وصورته بل إلى قلبه فهو مكان نظر الرب. فمن أراد أن ينظر الله له فليجمل قلبه بصفاء النية وصدق القول والعمل، والإخلاص لله وبالله.
وفي الحب: أن الإنسان الذي يشعر بأنه ليس بحاجة إلى الحب ولا إلى أن يحب ليس من بني البشر فمن خصائص البشر أنه يحبُ ويحب أن يحب ,والذي يمتاز به بين بني البشر هو مضمون هذا الحب فإذا أحببت الله أحبك وألان لك كل شيء وقذف محبته بين عباده ,وأن تحب كل ما خلق الله وأن تنظر إلى خلق الله بعين المحب بخلق الحبيب. أنواع القلوب
1_ القلب السليم: هو الذي لا ينجو يوم القيامة إلا من أتى الله بقلب سليم، وهو الذي سلم من كل شبه تعارض خبره ولا شهوة تخالف أمر الله ونهيه ولا يحكم إلا لأمر الله ورسوله وكتابه.
2_القلب الميت: هو بعكس القلب السليم إن أحب أحب لهواه وإن أبغض أبغض لهواه وإن أعطى أعطى لهواه والدنيا تسخطه وترضيه ومخمور بحب العاجلة ولا يقبل حقا ونصيحه.
كما قال الله تعالى ( فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور) ٠
3_ القلب المريض: وهو من له حياة وفيه علة أو مرض وفيه مادتان واحدة سليمة وأخرى عليلة.
واحدة تمده بحب الله وأخرى فيه من حب الشهوات وما فيها من حسد وكبر وهي علته ومرضه.
وأشد ما يفتك في القلب ويقتله: فضول الكلام, فضول النظر, فضول الطعام ,فضول المخالطة.
وعلاجها:
قراءة القران الكريم و تدبره, كمال محبة الله تعالى, مراقبة النفس ومحاسبتها, مجالسة الصالحين, واجتناب رفقاء السوء, والاجتهاد في الأعمال الصالحة والإكثار من النوافل. وأخيراً أن القلب هو الاسم الجامع الذي تفيض منه مقامات عدة منها ما هو خارج القلب ومنها ما هو داخل القلب فهو أشبه بالقنديل اسم جامع لزجاج وفي القنديل موضع الزيت غير موضع الفتيلة، والفتيلة هي النور وفي الفتيلة دهن ليس فيه ماء، وصلاحه بصلاح هذه الأشياء كلها إذا نقص منها واحد فسد ما سواه.





لما العيسى


إرسال تعليق

2 تعليقات

  1. كلام اكثر من رائع ومن اجمل المقالات المنشورة اجدتي الكتابة والتعبير وفقك الله والى لقاء اخر كلنا شوق لحروفك وابداعاتك❤️❤️

    ردحذف