أسى الذكريات





- أدْركْنا مُنذ الصغرِ أنّ الوقتَ كَفيلٌ بَتغييرِ كُلٍّ ماضٍ فينا، وأنّه ممحاةٌ لكُلِّ حُزنٍ وأسىً قَدْ مَرَّ في حَياتنا، وَلكنّنا لم نُدرك حِينها أن الوقتَ لُعبة الزمن وأنّه تاريخ يَنبضُ بالذكرياتِ، كُلّما دَقّتْ ساعتها اشتعلَ الوقتُ والزمن والقلبُ بحَنينِ الذكرياتِ!

- فَالذكرياتُ أشبه بكتابٍ أو روايةٍ أنهيتَ قِراءتها ووضعتها جانباً، ولا بُدّ من العودة إليها في وَقتٍ من الأوقات، فَربّما عَلقَ شيءٌ ما من أسطُرها بقلبك فَلامسَ جُدران حاجز الذكريات فَأدمى العيونَ بُكاءً!


- حَاصرتني الذكرياتُ من كُلِّ جانبٍ وأبتْ أن تَكسر المَاضي وتَرحل بعيداً بِلا عودة، فلا مَاضٍ يُنسى ولا حَاضر يُبنى عَليها، فَهي كَفيلةٌ بإحراقِ كُلّ حَاضرٍ خشيةَ الحُريّة من قُضبانها…!
- إنها قَاسيةٌ كَسجّان يَتلذّذُ بتعذيبِ سَجينه أشدَّ وأقسى أنواعِ العذابِ، كُلّما حَاول نسيان ضَربةٍ صُفعَ بالضربةِ الأُخرى!


- فَعندمَا تتمكّنُ الذكرياتُ من الإنسان تُحكم قبضتها جيداً و تُشكّل خيوطاً عَنكبوتيةَ الشكلِ تُعجِزُ العقلَ عن التفكيرِ بسِواها، فَتُدخله بدوامةِ المَاضي الذي يُجرّدُ الإنسانَ من هُويّته والقلبَ من نَبضاته والعقلَ من تفكيره والروحَ من سُكانها..!


تلاشت ذكرياتي و الدموعُ
و حبُّكَ لا يزولُ و لا يغيبُ
تسير بيَ الخواطرُ لا تبالي
و بحرُ الحبّ أمواجٌ تجوبُ
لعلّ الموتَ يأخذني صريعاً
ففي الأموات و الأحيا غريبُ
شراعَ الحبّ ممزوقاً رميتَ
فأينكَ لا رجوعَ به أطيبُ
تحاصرُني خواطرُ لا أراها
تفارقني و لا عنّي تغيبُ
أراني و الدموع رفيق عيني
وعود الحبّ يغشاها الغروبُ





زهراء الخليل


إرسال تعليق

1 تعليقات