في المطبخ الملكي يومٌ لن ينساهُ التاريخ، كان كلّ القصر يمتلئُ بالضحكاتِ والقهقهات الصاخبة، وشُرُفات القصرِ يملؤها الفرح والبهجة ؛ فقد حققّ الملكُ انتصاراً كبيراً.
بوجهٍ مرسومٌ عليه إبتسامة اقترب منه الوزير لن يكتملَ هذا النصرُ إلا بعشاءٍ فاخر ،فأصدرَ الملك أوامرهُ بإعدادِ عشاءٍ وقامَ بدعوةِ كُلّ الحكام ، فَ همسَ بإبتسامةٍ لمسؤول المطبخ إياكّ أنْ تنسى طبقيَ المفضّل.بدأ الكلُ يعمل بجد.إلا ذلك المسؤول المتعجرف،
بعد انتهاء الجميع من العمل وقف وتذوق ملعقة من طبق الملك "تحتاجُ ملعقة ملح "وبدأوا بتبادل النظرات وايديهم ترتجف وصوت يصرخُ داخل كل ِواحدٍ منهم لقد أفسد عشاء الملك .
حضرا كل ُالضيوف بدأوا بتناول الطعام وقف الملك وصرخ .وبدأ صوتهُ يعلوا فجأةً ويملئ المكان "من يتجرأ على إفساد نصري" ، من وضع ملعقةً زائدةً من الملح على طبقي! ... اقتلوا ذلك الطّباخ وكُل من عاونَهُ في إعدادِ هذا العشاء الفاسِد! .
ف يُسجل التاريخ مئةً وخمسة أطفال قد أصبحوا يتامى ، وليتمّ إضافة عشرون إمراةٍ إلى قائمةِ الأرامل.
فماذا كانَ ذنب ُ الرضيع ِ حينَ يُقالُ له ملعقةُ زائدةٌ من الملح قتلتْ أباك! وقولوا له لا تتناول الملح أبداً
- لا تلوموا الملح فهذا حصادُ الغرور - .
وإن كتب التاريخ في طياته موتاً فليكتب مات دفاعاً ولا يكتب مات جباناً.
لماذا أسكنتهم شبح الخوف في أجسادكم !!
فأصبح يُذيب في قدراتكم، ويجمد حواسكم فأصبحتم كدميةٍ أُحضرت لطفلٍ يوم ميلاده فكان فرحاً بها،
راسمةً الإبتسامة على وجههِ الجميل .
كانت لاتفارق جسده حتى تكاد تظن انها ملتصقة بيده وعندما رأى دمية أُخرى أذاب تلك الابتسامة الحديدية ،
وألقى بها على الأرض "أصبحت قديمة" .
"إصنع لنفسك كيان مهما كان الثمن " .
أسماء باسم دار عبد الحليم
0 تعليقات