إن أكثرَ ما يُلفت انتباهي بشخصٍ ما هو حديثه، كيف يتعامل بأسلوبِ حواره مع الأشخاص؟
هل يستطيع أن يربحَ قضية كاملة لمجرد أنهُ رمى طِعم حروفهِ اللينة على مسامعِ القاضي؟
وكيف ينجو بذلك.
جوابٌ نعرف كلنا مدى صحته، عندما قال الله تعالى في كتابهِ الكريم: "وَقولوا لِلناسِ حُسَناً"
عندما أعطانا اللهُ مفتاح الطريقِ لنكملَ على هذهِ الخُطى، وكأنها الدلالةُ الوحيدة التي تُمكننا من حلِّ تلكَ العُقدِ التي تحلُّ بِنا.
الأغلبيةُ منا يعلم قصةَ توماس أديسون التي على أثرِها تغيرت حياتهُ بالكاملِ، بسببِ كلمةٍ قالتها والدته له عندما كانَ معلّمهُ يَصفهُ بالفاشلِ الذي لا يستطيعُ النجاحَ بأيِّ شيءٍ، ليعودَ الى المنزلِ ذاتَ يومٍ فتخبرهُ أنهُ الأفضل على الإطلاق، ليحدثَ في النهاية ما تنبأت بهِ.
وبذلكَ نستدلُ كيفَ تؤثر الكلمةُ الطيبة على حياتنا، فمِنا من يُثبطها ومِنا من يرفعَ قيمتها وقدرها، لذلكَ دوماً أقول :
أحط نفسكَ بالاشخاصِ الجيدين الذين يساهمونَ في رفعِ معنوياتك عِندما ينقلبُ بك المزاج، وارضى بِما يحدث، فمهما كانت الأمور سيئة، لا بدَّ من مخرجٍ ما يوصلنا لحالةِ سلمٍ بينَ الطرفين ومهما اشتدَّ الخلاف في أمرٍ ما، فكلُّ ذلكَ قابلٌ للتجاوزِ إلا سهمُ كلمةٍ خرجت من قوس صاحبها، فأردَفت بهِ في قاعِ جهنم سبعين خريفاً.
كما أن جميع العلاقاتِ تقوم على أساس الترابطِ بين الأفراد، فعلى سبيلِ المثال عن أهمية الكلام من الناحية العاطفية
قام باحثون في جامعة تكسااس للتكنولوجيا بشرح نقطة هامة عن العلاقات العاطفية، وهي أن العلاقات الرومانسية بين الشريكين تستند على الكثير من العبارات والألفاظ كحروف الجر والجمل لأنها تزيد من الألفة والتقارب بين الاثنين.
لذلك لا يهم أن تتحدث وحسب، بل كيف تتحدث، بطلاقة ولين وعفوية ورُقي وكلامٍ يُستساغُ سماعه، لتقفَ في النهاية على منبر الذكرِ بك بقولهم عنك: " للهِ درّه لقد كانَ يوماً طليقاً مليحاً"، وهذا ما تستحقه.
#أريج_محمد_الرفاعي
1 تعليقات
سلمت يمناك بما خطت من كلمات في عروقها الابداع والجمال...
ردحذففأريج خطت.. وبالقلب والعقل حطت