جائحةٌ عالمية، وصلت الأمور للحد الأقصى من كل شيء، الخوف بات الشعور الأول عالمياً، والأسرع انتشاراً من الفايروس بحد ذاته، مرضى يصابون واحداً تلو الآخر ولا تستطيع الكوادر الطبية أن تسعف كل أولئك المصابين، بسبب سرعة انتشار هذا الفايروس، وهنا تكمن الخطورة
على مر العصور عاصر هذا الكوكب أوبئة وكوارث وفي كل مرة ومع كل وباء كان الإنسان يخرج بدراما معينة للحدث كغضب الآلهة بالنسبة للقديسين الذين يريدون أن يملؤوا بطونهم وجيوبهم متسترين برداء الديانات، فعندما اجتاح الطاعون أوروبا
قرر جماعة من الناس أن يفتدوا بأنفسهم البشرية جمعاء, وقاموا بتعذيب أنفسهم.
وأخذوا يذرعون الطرقات وهم يجلدون أنفسهم بالسياط أو
السلاسل لعل الآلهة تكف غضبها عنهم ، نعم إنها أخطاء شائعة ،لكن على الأقل دوافعهم حينها كانت ظاهرة، للدين غالباً إن كان عن حسن نية كالشعب الخائف من الله أو كسوء نية كأصحاب الكروش والعروش الطامعين باستثمار خوف الشعب.
لكن الآن ومع هذا الوباء الأمر مختلف
باتت الدراما أقوى واحترف سكان الكوكب التمثيل وتصنيع السيناريوهات بطريقة أبرع
فيأتي أحدهم ليقول إنها مؤامرة كما هو الحال في كل الأمور التي تحدث عادةً و لم نجد شماعة لنعلقها عليها سوى المؤامرة،
مؤامرة اقتصادية على الصين من قبل أمريكا، (حرب بيولوجية) وآخر يدعي الفهم ويقول أن الصين هي من عدلت الفايروس ونشرته بين شعبها كي تنسحب الأيادي الأوروبية وشركاتها من أراضيها و بأبخس الأسعار .
آخرون يعزفون على وتر الأديان ويقاربون ولا يسددون.
يخلطون الدراما بالدين فيصبح خليطاً لا يرضي الله ولا يشبه رسائل رسله لنا.
والأكثر استفزازاً وفظاعة أولئك الذين يقولون أن الماسونية وراء هذا الفايروس وأنها عدلت الفايروس ولديها اللقاح الذي من خلاله ستدخل الى أجسام سكان الأرض جميعا.
ألا يكفينا وباءٌ وغلاء لماذا تريدون قتلنا بغبائكم المستفز
الأمر غاية في الرعب والكثير يأخذ الأمر على محمل السخرية، يرونه بعيدا ونراه قريبا.
استخدموا عقولكم فليس كل ما يقرأ صحيح
محصو الأفكار قبل تصديقها،
كفاكم دراما، كفاكم تهويلاً، كونوا طبيعيين، عودوا إلى صوابكم وكفّوا عن نشر الأخبار الصحيحة منها والكاذبة فأنتم لستم وكالة أنباء.
بالمناسبة تذكرت سيدنا عمر بن الخطاب عندما كان مع بعض الصحابة ذاهبين إلى الشام وعلموا قبل دخولها أن الوباء قد اجتاحها وبعد الشورى قرر عمر عدم دخول المدينة فقال له أحد الصحابة أتهرب من قضاء الله فقال عمر نهرب من قضاء الله إلى قضاء الله ولم يدخل المدينة وفيها الوباء.
هذا درس نتعلمه من الفاروق فالوقاية خير من قنطار علاج.
كم أنت عظيم يا عمر و كل الطرق تؤدي إليك عندما أنوي الكتابة، هذه الكلمات تجذبنا لقولٍ شهير (كل الطرق تؤدي إلى روما)
بسبب الكورونا وللأسف سيبطل مفعول هذا القول فلم تعد كل الطرق تؤدي إلى روما ،ولم تعد روما مدينة الحياة ، بعد أن اجتاحها الكورونا تحولت أكبر مدينة تحتضن السياح من كل بقاع الأرض إلى مدينة الموت، يا إلهي كيف تقلب الموازيين هكذا، وكل هذا حدث لعدم التزام مواطنيها بالحجر الصحي والعبث مع الجائحة، ها هي الأمثلة أمامنا من قديم وحديث قدرنا ب أيدينا التزموا بيوتكم، وأحبوا أنفسكم وذويكم، عيشوا بحب فالدنيا فانية والعمر برهة.
عائشة محمد بصمه جي
#خليكم_بالبيت.
0 تعليقات