وداعاً ياصغيري










من أفزعكَ من نومِكَ يا صغيري





أهو طيفُ السّكاكرِ مرٌّ عليكَ يُلقي السّلام





أم أنَّ أهلَ السَّلام ِ قد شيَّعوك





من ضمَّكَ يا صغيري وألبسَكَ أبيضاً؟





أليستِ الأمُّ أحقُّ بضمِّ صغيرِها





ألستُ أحق بعناقك؟





من سينوبُ عنِّي ويغنِّي لكَ بصوتِهِ الحنُون





تعالَ بين زراعيَّ لأغنِّيَ لكَ أُغنيتَنا الأخيرةَ





الحاءُ حنينٌ فاضَ الأضلُعَ والباءُ بؤسٌ دونَ الحاءِ





وأنا دونكَ ياصغيري راءٌ توسَّطتِ الحاءَ والباءَ فدمَّرت كلَّ شعورٍ كان





صَه





لاتُصدر أنيناً بعدُ فأُمُّكَ تحبُّك





نَمْ ياصغيري ,يا أميري ,يا طفليَ الوحيد





ستنامُ بعيداً عنِّي من الآن





اصمُتوا قليلاً فطفلي لايحبُّ الأصوات





وجهٌ بشوشٌ أبيضُ الحُمرةِ





مَن ذا الَّذي يراكَ ولا يُحبُّك!





لكنَّ الموتَ قد فاقني في حبِّك





هنيئاً مرئياً يا مرآةَ قلبي





يا عصفورُ أضلُعي





همستُ بأُذنهِ :نم ياصغيري





يا رَيحانةَ دربي, يا رائحةَ الطَّمأنينة





شعرتُ برعشةٍ تسري في جسدي





رعشةُ الفِراقِ أم أنَّ صغيري أرادَ أنْ يُخبرن ي أنَّهُ فارقَني مُكرَهاً وأنَّ عبَرَاتي الَّتي تنزلقُ على وجنتَيهِ وهو نائمٌ تخترقُ قلبَهُ الرقيقَ





كيفَ لقلبي أنْ يتوقَّفَ عنِ التَّمزُقِ





،والتَّشتُّتِ، والتَّصدُّعِ  والانهيار.





قطعةٌ منِّي ألبَسوها ملابِساً ليسَت بمقاسِهِ





حقَّاً لا تليقُ بهِ !!





همستُ وصوتُ المُناداة قد وخَزَ  قلبي





وداعاً ياصغيري...





وداعاً وداعاً...





اللَّيلُ سيبقَى في ثُبورٍ دون النَّور





والشَّمسُ والقمرُ آيتِين وأنتَ شمسِي الَّتي ذهبتْ





وقمري الَّذي يزيدُني توهُّجاً





فكم سألَبثُ دونَك قُل لي؟





كيفَ للموتِ أنْ يكونَ قاسياً على قلبي





أسيظلُّ قلبي يخفقُ من بعدك؟





أم أنَّهُ سيتخبَّطُ ريثما يلقاكَ





ثمرةُ أضلُعي الَّتي أزهرتني





خفقَ قلبي لكَ قبلَ أنْ ترمشَ عيناي





شعرتُ بكَ وشعرتَ بي





شعرتُ بروحِكَ تتسلَّلُ إليَّ على حينِ غُرَّةٍ





كيفَ  اِستئصلكَ الموتُ منِّي دون مُخدِّرٍ؟





الآنَ وحدي،أسيرُ وحدي ،أنامُ وحدي دونَكَ يا صغيري





أُحيكُ لكَ الدُّمى بدماءِ قلبي





وأغرزُ المَشكاةَ في رُوحي الَّتي تعتَصِرُ على غيابك.





أقولُها وقد فاضَتْ روحي أنيناً وتفتَّتَتْ أضلاعِي اشتياقاً





وداعاً ياصغيري...





وداعاً...





وداعاً...





أذكرُ أنّها في   كلِّ يومٍ كانتْ تنسُجُ خيالاً لهُ في ذاكرتِها تُدَفِّئْهُ بحنينِ عَبَراتها





عنها...





عن الَّتي فقدَتْ...





زهراء قريع


إرسال تعليق

4 تعليقات

  1. الزهراء... كما أقول دائماً، حروفك من ذهب

    ردحذف
  2. إن حروفي مستمدة من ابداعك...💙

    ردحذف
  3. إن حروفي مستمدة من ابداعك...💙

    ردحذف