أثناءَ سيرِنَا في الطَّريقِ الَّذِي اخترْنَاهُ مُسبقاً بكَامِلِ إرَادتِنا ، وبكلِّ مَا فِينَا مِن إصرارٍ لنجتازَهُ حتَّى النِّهايةِ بِكلِّ فخرٍ ، قَدْ نتعثَّرُ بالكثيرِ مِنَ الصُّخورِ المُثبِّطَةِ الَّتِي لا تملِكُ أدنَى قوَّةٍ لِلحركةِ ، لا تملِكُ حتَّى فكرةً لِلخلاصِ من جمُودِهَا الدَّائمِ ، فترَاهَا تُصمِّمُ على الإيقاعِ بكلِّ تِلكَ الأرجُلِ المُتحرِّكَةِ السَّاعِيَةِ لأحلامِها ، لا يهُمُّهَا أسلوبُ الإيقاعِ إنْ كانَ مؤلِماً أمْ لَا..!
إنْ كانَ جارِحاً أمْ لَا..!
لا يهُمُّهَا إنْ كانَ السُّقوطُ كبيراً ونهائيَّاً ، أم أنَّهُ مُجرَّدُ سقوطٍ جزئيٍّ مؤقَّتٍ.
هَيَ لم تُفكِّرْ قَطْ بحجمِ الإحباطِ والظَّلامِ اللَّذَينِ ستتسبَّبُ بهِمَا لِضحيَّتِهَا.
وفي الحقيقةِ لَنْ تُفكِّرَ بالأمرِ مُطلَقاً ، هلْ الصُّخورُ الصَّلبةُ تمتلِكُ إحساساً.؟
الإحساسُ يحتاجُ قلباً نابِضاً بالحياةِ ، فائِضاً بالمحبَّةِ الصَّادِقَة ، مُمتَلِئًا بالنُّورِ الدَّاخليِّ الَّذِي يتدفَّقُ تِباعاً لِيغمُرَ الكونَ بالأملِ.
نورُ الإيمانِ الإلهيِّ الَّذِي يُسانِدُ القُلوبَ المُتعبَةَ ، ويُحَاكِي الأحلامَ المُرهقَةَ لِيُظهِرَ مكامِنَ القُوَّةِ فِيهَا.
أثناءَ سيرِنا في طريقِنا الَّذِي اخترْنَاهُ بكاملِ إرادتِنا وتصميمِنا على اجتيازِهِ للنهايةِ بنجاحٍ ، سنشعُرُ بالكثيرِ من تِلكَ القُلوبِ تلتفُّ حولَنا لِتغمُرنا سعادةً وثِقَةً ، ولِتُعزِّزَ إرادَتَنا ببِنزينِ القُوَّةِ المُضاعَفَةِ!
تُرَى هلْ تعرِفُ تلك الصُّخورِ عَن ذلك البِنزينِ.؟
لَنْ أُثِيرَ فضُولَها السَّاذجِ لِذا سأخبِرُها عنهُ ، فلتستمِعْ لِكلِماتِي كلّ تِلكَ الصُّخورِ الحاقِدةِ الَّتِي ترتَمِي في طرُقاتِنا نحنُ الحالِمِينَ للإيقاعِ بِنا وبأحلامِنا.
هو بِنزينٌ يُضَاعِفُ من التَّصميمِ على نَيْلِ الهدفِ حتَّى أنَّ بإمكانِهِ رفعنا عن الأرضِ أميالاً حتَّى لا نشعُرُ بوجودِكِم أبداً.
فنغدُو وكأنَّنا نطيرُ بعيداً عن ارتِماءاتِكُم الغبيَّةِ أمامَنا ، وكأنَّنَا في عالَمٍ غير عالمِكُم المُتسبِّبِ بإحباطاتِكُم الَّتِي جعلَتكُم قُسَاةً مُمتلئينَ بالغيرةِ والحِقدِ.
لِماذا لم تُحَاوِلُوا إفراغَ مَا فِي قلوبِكُم من قدٍّ والسَّماحَ لِنورِ الأملِ بالتَّسلُّلِ داخِلَها.؟
ربَّما تغيَّرتْ أحوالَكُم وما عدْتُم مُجرَّدَ حجارةٍ قاسِيَةٍ لا تملِكُ إحساساً.؟
حَاوِلُوا فقَطْ وأنا واثِقةٌ من نجاحِكُم.
ميَّاس عرَفَة
0 تعليقات