الدّقائقُ بغيابِكِ مَلعونة، تمرُّ كساعاتٍ، بل كأيّام. آسفةٌ يا راحةَ الفُؤاد، هناكَ شيءٌ ما انطفَأ داخلي، يمنعُني تسوُّلَ بقائكِ مُجدّداً، المُشكلةُ أنّي في كلّ مَرّة أُحبُّكِ أكثر، أستنشقُ رائحةَ الأمانِ داخلَ حضنك، صَدري الذّابل لا يُورّده إلّا صوتُ ضحكتك، كُفّي عن التناقضِ أرجوكِ، فتفاصيلُكِ تحييني، و جفاؤكِ يقتلُ آمالي. تظنّينَ أنَّ الأمورَ تسيرُ بخيرٍ و أنتِ بعيدة! أُحيطكِ علماً أنَّ كلَّ شيءٍ يسيرُ بخيرٍ إلّا أنا، فكيفَ أُقنعُ عينيَّ بإيقافِ مطرها الغزيرِ و أنتِ لا تُسكتينَ أرقَها بكلمةِ و "أنتِ بخير" ؟ و كيفَ أُقنعهما أنَّ الصّباح حلّ، و قدْ أشرقتِ الشّمس، و أنتِ يا شَمسي تحرمينني إشراقكِ بـ "صباحِ الخير" ؟ و هلْ تَقنعُ رُوحي البائِسة أنّ الأيّامَ تمرُّ، و يأتي الصّبحُ، و يرحلُ الليلُ، و أنتِ يا طمأنينةَ الرُّوحِ سَرَقتِ منّي صُبحي و ليلي! يا نورَ العينِ و ظلمتها، يا فرحةَ القلبِ و وحشتَه، هل لي منكِ ببعضِ الحب؟ِّ ليكتمَ أشواقي، و يدفن مأساتي. أنتِ الأمان،ُ و الخيرُ، و العَافية، و الحنان،َ و المَلجأ و المَلاذ، و المفر، أنتِ الحياةُ و أينَ الحياة دونكِ؟! لا يُمكنني إجباركِ على تحمّلي مَرّةً أُخرى، أدركُ أنّي فتاةٌ مُتعبة و قد أنهكتُكِ، غبيّة و متمرّدة لا أسمعُ الكلام، مزاجيّة و ألقاكِ كلّ ساعةٍ بوجهٍ مُختلف، لكنّي أُحبّك..! يمكنكِ شتمي و إبكائي، و صبّ كاملِ غضبكِ عليّ؛ لتعودي بعدَ خمسِ دقائق و كأنَّ شيئاً لم يحصلْ. لستُ أُجيد المواساة، و أخافُ حزنك، باستطاعتكِ الاتّصال بي متى شئتِ لتتكلمي عمّا يجولُ بخاطرك، سأسمعُكِ حتماً! اتّصلي بي لتبكي متى أردتِ و سأبكي معكِ، لا أَعدكِ بحديثٍ يشفي جروحَ قلبك، فأنتِ بالأصلِ ضِمادُ قلبي، أو حديثٍ يُهدّئ نيرانَ ألمك، فأنتِ سَلامي، بوسعي الدُّعاء لأجلكِ، أطلب من الله أنْ يخفّفَ وطأةَ كربك، علّكِ تبتسمينَ، يا بسمةً تُنجيني من حُروبي الدّاخلية. تلكَ الغمازتان تحفران فيّ الأمل؛ لزرعِ السّعادة. آهٍ كم اشتقت إليكِ، آهٍ كم يؤلمني غيابكِ و حزنكِ و قسوتك، أيعقلُ أنّ شوقي لم يَزُرْكِ! أحقّاً ما عدتُ مُدلّلتك؟ أزالَ شُعوركِ نحوي بكلّ بساطة؟ إنّي أشتاق إليكِ، بل أذوبُ شوقاً، أنا كاذبة يا عافيتي، لن أحتملَ مُواجهةَ الحياةِ بعدك، أنا كاذبةٌ مهما بدا لكِ العكس.
سارة زهني
0 تعليقات