ارقب ذَاكَ الوَغد


ذاك الوغد لم أستطع الوقوف على قدمي صعقةٌ وتكوين بأكمله، لم يكن مجردَ كلامٍ يرددُ ليِ لقَد كانَ النَهُايةَ، الموتَ، الوداعَ، نهَايَة تعيسة ٍلكُل أمالي وأحلاَّميِ، بضعُ كلماتِ رعشتْ فيِ جَسديِ، كلماتُ اسَتحضَرهَا ذاَكَ الوغَد، أنّي ذات شهورِ معدودَةٍ، ولا أمَل بَشفائَيِ، فأمرُ موَتيِ مؤكد لا مفرَ منهُ، بعد ثلَاث َشهورٍ من الَّآن، وفَيِ ذَاتِ يومً مجهولً، سأكَون َضَمنَ قائمةِ الرَاحلَينَ، وسيضع اسمي  بينهم كبير، ستتوافد الجيوش للتقليل من كارثة أبي، فقد رحلت مهجةُ فؤاده، لِيَكْسي جَسدَهَا ذاك َالكفن الأَّبيض، بدلاً من روبِ تَخُرجَها، لم يكنْ كلّ ذاكَ يعينني، فجَمُيعَها مَجردِ روتُينٍ سيحُدَثُ بهِجريٍ، كل ما َسُلبَ تَفكيَريَ أن َّدماغَي سيصبح فارغاً تَماماً دوُنَ أي شعرةٍ من الأَّملِ، لتِخِبرنُي أنّ هنَاك َشعاعَ أملٍ فيِ شَفائَيِ، وأنّي سأودع جُدران غرفتي، كُتبيٍ، ومكتَبتَيِ، ولم يعد يجُدي الأمرُ لأتباع تلَك المَساحيق، فَلاَ جدوى منَها، فَسيُنهش السرَطَان كلَّ جسَديِ، وسَأذبل روَيدا ًرويداً، ستُحيطني تلكَ الإبر التي لطَالمَا هَربتُ مَنَها مراراً وتكراراً، وستصبحُ يداي كالَّأرضِ عندَ حرثِها، تسكُنها الثَقَوب، وبعدما كنت أقدم العونَ للكَثير، سَأحَتاج للمساعدة وأصبح حِملاً ثَقيلاً على قُلوبَهم، سوف تنزرف دموع الكثَيرين على ما حال بحَالَتي، وآخرون سَتَترسم البَسمةُ علي شَفاههم، سيأتي شخص عَظيم لُيَدمرنَّي عندما عجزوا عن ذلك، وَستتَبادل نَساء الحي عبارات الشفقةِ على تلك الفتاة العشرينية، تلك الوردة في بداية تفتحها، ألمٌ سيتوقُ وجدانَ كل منْ يحبَني، سَيرسَموُنَ بسمةً مزيفةً تكَسيِ وجوَّههَم، وأن الأمل مستمر ما دام هُناك رب في أعالي السماء يَستمع لأَنيَني، على دَراية ٍتامةٍ مني أنّهم هم من يحتاجون لأحدٍ لتخفَيفَ مصُيبتُهم، سَيحاَول الَجميع حفظ ملامح وجَهيِ، والَتقُاطُ صورٍ لي لتخُلدَ الذكَرىَ، وتَضع أختي جهازَها بجانبي لتحتفظ بتَسجيل صوتٍ لَي، على اعتقاد مجنونٍ منَّها أني لَست على دَراية  بذاك، ولكنَ ليس أماَميِ إلا الصُمتَ، لن يُقلق تفكيري سوَى أبي، الذيِ أعتاد أن يحَتسي القَهوةَ من يدي، وأن تتَلفظ شفتيه باسميِ فيِ طلَّباته المتكَررة، وبدلاً من أن يشاهدني بروب تخرَجي ولربَما فستانَ زفافَي ِسيكُون كفناً أبيضاً، وتَستبُدلُ خشَبة َالمَسرح ِبمَقبرةٍ، ولاَ يَغيُب من تفكَيريِ، إخوُتيِ وما سيحول بهم من بعدَيِ، فكما فقدُوا والدَتيِ سيفتقد شخَصُها الآخَر، نَسخة مصغرة منهَا، شكلاً وتُصَرفاتٍ وحناناً واهتمام، ولَيزيد ألم علىَ قلُوبهَم، إنَّه نفسَ سببِ الرحيل، الذي انتُشل روحَي وأَميِ هو ذاَكَ اللَعين، الذِي يدعى السَّرطان









مَرحَ سَاميِ


إرسال تعليق

1 تعليقات