أهوى قلما


أهوى الكتابة ..





ليس لأنها مجرد هواية أمارسها وحسب





 أنني ألوذ بها من كآبة روحي، أهرب بها من واقعي المبكي لأصنعَ عالمي الذي أريد على ورق





إنني في كتابتي أهشّمُ الصمتَ الذي اعتمل بصدري ضجة





 ذاكَ الضجيجُ الذي أكلني مع كل لحظة تمر





 إنني وبكتابتي أُفرغ تلك العاصفةَ التي هشمت أضلعي





، تلك العاصفة التي لم تهدأ، ولن تهدأ..





تلكَ العاصفــة التي نشبت منذ زمنٍ غابــر ،تلكَ الأمور التي لا تكاد تفرغُ حتى يأتي أقوى منها وأكثــرُ إيلاماً وأشدُ وطأةً على قلبي أموراً عجــزَتِ الألَسُـن عـن صيــاغتــها شفهيــاً ،





إنّ مصدر إلهاميّ الوحيد في الكتابة هو الألم ، الألم  الذي لا تستطيع الحروف الـ السبعة والعشرين ترجمته كما يستحق، ولا أي لغة كما يجب ..





ذاك الصمتُ القاتــل الذي التبســنا ،ورافقناَ ظلاً وظليلاً ، يأبَى أن يفارقنا ، إنّ ذاك الصــمَتَ وفيِّ بشكــل مُــرهب مُتعب للغايـــة أكثر من أي شيءٍ في الوجود ..





إننا ومهما شرحنا وأوجزنا من آلامنا بالكتابــة يبقى التعبير عما في الروح أصعب بكثيــرٍ ..تبقى جميعُ الأحاسيس الحقيقية حبيسة ثنايا الروح مطويةً بيـن خفقاتِ القلب-





أشيَاءٌ كثيرةٌ  أكثرْ مما نتخيــل تعتـرينا بيـّن الحيّن والأخــر، تأكل من لحظاتنا الحُلـوة لتُملي جميع زوايا القلب بالأسى فاسحة للألم مجالاً أوسَع ليفــوق الحدود ..





في الواقع إن مع هذهِ الكميــة الهائلة من الأحاسيس الأليمــة لا نجِــد مساحةً للفــرح ..





أحيانا لا نستطيعُ أن نفعل شيء إلا الكتابة، الكتابة التي لا تقيدنا ، ولا تحددنا بحدود، ولا تملي علينا القوانين ولا الأحكام، إننا وبكتابتنا نلون ظلمة قلوبنا ، ننير عتمة روحنا، وتْضحك شقوق حزننا.. تُــرجعُ الأمــل إلينــا ،تنتشــلنا من وحــل الذاكـــرة ، تلكَ الذاكــرة التي حلفت  مراراً وتكــراراً أن تظــل تَسوسُنــا وتقضــيِّ  علينا  نبضــة نبضــة





#إلهام عمر آغا


إرسال تعليق

0 تعليقات