الحُبُّ يجعلنا أقوَى بكثيرٍ ممَّا سنكون عليه دونَهُ ، هذه هي إحدى مبادئي و الأهمُّ بالنِّسبةِ لِي.
بدايةً اسمي مروة ، هو الحجرُ النَّاصِعُ البياضِ ، جبلٌ في مكَّةَ ، أعتقِدُ سببَ تسميتي هو أنَّنِي وُلِدْتُ في موسِمِ الحجِّ ، بالرُّغمِ من رغبةِ والدي بتسميتي ب-كِندا- على اسمِ قبيلةٍ قرأَ عنها في إحدَى الكُتُبِ الموضوعةِ بمكتبهِ المكتظَّة بها وكأنَّها كويكب في حدِّ ذاته.
ولدْتُ ذات ربيعٍ من شهرِ نيسانَ في عامِ 1996 ، أنا دمشقيَّةُ المنشَأ والمَسكَن ، شربتُ من ماءِ بردَى حتَّى أمتزجَ بدمي وأصبحَ أنا ، من حيثُ المَسكَن رُبِيتُ بحيٍّ شعبيٍّ مُتواضعٍ ، كنتُ أنظرُ لَهُ بأنَّهُ سوريا ضمن حيٍّ صغيرٍ ، فبالرُّغمِ من تعدُّدِ واختلاف سكَّان الحيِّ فمنهم -الحورانيّ ، الدَّرعاويّ ، الحلبيّ ، الحمصيّ ، الأدلبي ، الحمويّ ، الشاميّ- لكنّ الجميع اتَّفق على مبدئٍ واحدٍ ألَا وهو الجار قبل الدَّارِ ، أذكرُ في طفولتي بنَيْنا منزلنا بأنفسنا بسببِ الوضعِ الماديِّ المُتواضعِ ، وقد كُنَّا نحمِلُ موادَ البناءِ بأيدينا بكلِّ حُبٍّ وتفانٍ بين جميع أفراد عائلتنا ، حتَّى كان لهذا المنزل حُبٌّ كبيرٌ داخلنا ، لكن الحرب الَّتي جاءت إلى الوطن سرقت ذاك العشّ الدَّافئ لنصارعَ مثل جميع من حولنا بين براثن هذه الحرب الَّتي -لا ناقة لنا بها ولا جمل- ، كنتُ أعتقدُ ولا زلتُ بكوني فتاة بسيطة ، أكملتُ تعليمي بالرُّغمِ من الظُّروفِ المُحيطة بي وأنهيتُ الثَّانويَّةَ بمعدَّلِ 75 بالمئة وكانت من أجمل الأهداف الَّتي تمّ تحقيقها ، وقد كنت أحلمُ بتكميلِ تعليمي ضمن كلِّيَّة الآداب- قسم اللُّغةِ الإنكليزيَّةِ- قبل أنْ يتمَّ زواجي أيّ قبل خمس سنوات من الآن ، لكن حالَتْ الظُّروفُ بيني وبين حلمي ، ولم أستطِعْ الدُّخولُ إلى الكلِّيَّةِ ، لكن بعد سنةٍ واحدةٍ من زواجي أرسلَ اللهُ لي هديَّةً جميلةً ألَا وهي ابني البكر -سليم- وبعد أنْ أصبحْتُ أمّاً تعلَّمتُ منه الكثير والكثير ومن بعضِ الأشياء الَّتي تعلَّمتها من ابني -الصَّبر ، التَّأنِّي ، الرُّؤية المُجمِّلة للمواضيع ، وأنْ أحلمَ بالمستقبلِ- .
بدأتُ بعدَها دخولَ عالمِ القراءةِ ببعضِ الرِّواياتِ ، وقد امتلأَ داخلي وأصبحَ كالمحيطِ ، فأصبحْتُ أفرِّغُ كلّ ما في داخلي على الورق ، وهذه الهوايةُ موجودةٌ معي منذُ الطُّفولة ألَا وهي القراءةُ والكتابةُ ، وقد كانَتْ تصفني والدتي بذاتِ الخيالِ الواسعِ ، وبعد سنتَانِ أرسلَ اللهُ لِي هديةً ثانيةً وهو ابني كريم ، على الرُّغمِ من الظُّروفِ حاولْتُ مواصلةَ الكتابةِ ، بدايةً انتسبتُ لفريقِ المئة وشاركتُ بأربعِ نصوصٍ ضمنَ كتابَين ، وبدأتُ كتابةَ روايتي الأُولى الَّتي ما زلتُ أعملُ عليها ، ومنذُ فترةٍ ليستْ ببعيدةٍ انتسبتُ لفريقِ رومان ونُشِرَ لِي عدَّة خواطر على منصَّةٍ إلكترونيَّةٍ ، ونُشِرَ لي نصٌّ صغيرٌ ضمن كتاب جرعة أدب ، وأنا الآن قائدة فريق ضمن مشروع أصبوحة ١٨٠ لصناعةِ القرَّاءِ .
ما أعلمه جيِّداً بأنَّ إنجازاتي صغيرة ، لكنَّني ما زلتُ في بدايةِ الطَّريقِ إلى حلمي وأنا منذ دخولي إلى عالم الكتابة عاهدْتُ نفسي بإيصالِ حروفي إلى جميعِ أنحاءِ العالمِ وسأصِلُ بإذنِ اللهِ.
مروة قبَّانيّ

0 تعليقات