مرحباً
أودُّ إخْباركَ يا من مَرَرّتُ بَينَ أحيَاءِ أضلُعِي حُباً
وفَتَشّتُ بَينَ طُرّقَاتُها عَنْ مَسْكَنٍ فاتَخْذّتُ الوَتِينْ جَاراً
قَبْلَ السّلامُ قُبلةٌ عَلَى الجَبِينْ
وبَعدّه مِنَ الكَلامِ قُبلةٌ أخْرّى فِي مكَانِها المُعّتَادّ عِنّدَ أعلّى الذَّقنِ مُنّبِتُ الأحرُّفِ الشَّغُوفَة
أما عَنّي فَقَد ضَاقَتْ عَلَيّ الأرّضُ حُباً بِكَ ولم يَعُدْ هُنالِكَ شَيءٌ يَسعُ داخلِي غَيِرَكْ
كَيفَ استَعّمَرّتَ ناظريّ ليكتمل بِكَ
وكَيفَ احتَلَلّتَ القَلبِ لِيَغْدو النَّبضُ جَيْشَّاً لَكْ
هُنّالِكَ مَشَاعِرٌ لا تُقَاسْ بِبُعدّ المَسَافَاتِ
وهُنّالِكَ مَسَافَاتِ لا تُقَاسِ بِحَجْمِ الحُبِ
لَم تَكُنْ المَسَافَاتِ عَائِقَاً أمَام العُشاقِ،
كَانَّت كُلَمَا بَعُدّت عَلَيْنَّا الأمِيّالِ قَرّّبْناهَا بُقَبْلٍ
هَذّا قَانُونَنَّا الذّي اختَرّنَاهُ فِيْ مَحْكَمَةِ الحُبِ
وعَلَيْهِ أمضَينّا دَسْتُوْرَنَا الوَحِيّد الذِي بَدَأ بِالأُمِ وَطِفّلَهَا وَسَيَنْتُهَى بِأَشدّ مِنّهَا
سَأَصْدُقكَ القَوّلِ
لَمْ أُنّجِبْ أطْفَالاً حَقِيْقَيينِ بعد وكل الذّيِنَ صَادَفّتَهُمْ كَانّوا أطفالي أطفالي العاقين لي وانت وَحْدَكَ مِن فَضّلتَ الجَنَّةَ على العُقُوّقِ
إنْ النّومَ جَافَانِي فَهَرّعِتُ لِثُغْرِّكَ البَاسِمْ أَتْفَّيَأُ فِي ظِلالِهُ
كَمْ كَانْ الشَهْدُ مِنّهُ حُلواً ،لَم أَنّسَ طَعْمَهُ قَطْ
لَكَمْ كَانْ عِنَاقَنَا تُشّهَدْ لَه الأضْلاعِ مُتَلاحِمَةً
ولَكَمْ وَدَدّتُ أنْ تُعِيدَّنِي الحَيَاةُ تَارَةً أُخْرّى كَي أُحِبَكْ أضْعَافِ الذّي أُحُبَكْ فِيه
بَعّدَ السَّلامِ والكَلامِ والقُبَلِ
إنَنّي أتَضَوْرُ حَنِينّاً ولَيْسَ غَيرّكَ مَنْ يَرّوِي عَطَشْ نَاظِرِيّ يَعّقُوبِ الذّي أدّمَاهُ الشَوْقِ
أمَا عَنْ أخْبَارِي فَإنَنّي لَسْتُ بِالمَكَانِ الذّي عَاهَدّتَنِي فِيهِ، العبرات تَنّزَلِق في الفِينَّة الأخْيِرّة وِسَادَتِي تَشّهَدُ حَرَارّة الجَمْرِ المُنّسَكِبْ من أقْصًى البُؤبُؤِ لِأسفَلْ الوَجْنَتَيْنِ المُنّهَكَة بُكَاءً
أهُوَ الحُبِ من يَجْعَلّنَا هَكَذَا ؟
أمْ أنَ المَعَارِّكِ الطَاحِنَة التي اعْتَرّتَنِي كَفِيْلَة بِتَشّرِيحِ جُثّمانِي عَلَى قَيْدِ أنّمَلَةِ
لا يَسُعنّي القَولُ غَيْرَ أنّي أتَنَفَسْ مِن ثُقْبِ إبْرَّةٍ
ربّاهُ كَم تَعِبْتُ وَكَم مَرّ ذِكْرِكَ فانّزَاحَ مابي من تَرفِ الحُزنِ
أُرِيْدَكْ أنْ تَكُون دَائِماً بِخَير دائماً أيّ لأجْلّي
يَا رُوحَاً تُكَمِلُني فِي مَكَانٍ آخرّ
يَا حَاجِز البَحْرِ باللهِ عَلَيْكَ أزِحْ غُمَتَكْ قَلِيلاً لِيَأتِي ذَاكَ البَعِيد كَثِيرَاً
والله مَا بَكَى الفُؤادِ إلا شَوْقَاً لِرُؤيَتهِ
ومَا حنّى جُزعِ النَخْلَة إلا حَنِينّاً لِتَقْبِيلِ الأرضِ التي وَطئَتْ عَلَيها قَدَمَيْهِ
ولا رُسَت قَوافِي بُحُورِ الشّعرِ إلا وأُغْرّمَتْ بِعَيِنَيهِ
قَبلْ أنْ أخْتُمْ أحرُفِي اللاذِعَة بِالشَوقِ
تَذَكْر جَيداً ،إذا أتْعّبَتكَ الحَياةِ أقبِلْ إليّ وَأفرِغْ مَتَاعِبَك فِي فَاهِي.
في تمام الساعة
7:7
زهراء قريع
0 تعليقات