مضَى وقتٌ طويلٌ على إصابتي بهلعِ التَّفكيرِ المُفرطِ والَّذي يدفعُني للغوصِ في سباتٍ عميقٍ مصحوبٍ بنَوبةِ كآبةٍ عارمةٍ ترميني في غياهِبِ الأيَّامِ والاستفهامات. ولا زِلتُ أتساءَلُ كيف تجاوزتُ ذلك على الرَّغم من أنَّني وقفتُ لزمنٍ طويلٍ عاجزةٍ عن إيجادِ حلٍّ ينصفني ، ويرأَفُ بذاكرتي المُكتظَّة بالتَّفاصيلِ المشحونة بالحُبِّ تارةً وبالقسوةِ تارةً أُخرى ، حقّاً لا أعلمُ كيف أخمدتُ ذاكَ البُركان الأرعن داخلي ، ما أعلمَهُ أنَّني تقيَّأتُ بقايَا الذِّكريات بين ثنايا الأبجديَّة والأوراق ، وأنَّني وجدتُ في الكتابةِ حضناً يحتويني ،
ولا يسأم تساؤلاتي المتكرِّرة المُجاب عليها باحتمالاتٍ عدَّة واضحة كالشَّمس ، كنتُ على درايةٍ أنَّني يوماً ما سأنساقُ خلف الصَّواب والرُّشد ، وسأنصفُ ذاتي الَّتي أعييتها مراراً ، والَّتي أغرقتها في بحرٍ من الحيرةِ دون حول منِّي ولا قوَّة ، ولتعلم أنَّ وقع بعض الكلمات عليَّ كان أشدُّ وطأة من الأفعال ، والله يعلمُ كم كتمتُ من غَيظي حتَّى غدوتُ بهذه القوَّة وكم خضتُ من المعاركِ دون بندقيَّة ، ولأنَّني اخترتُ ذاتي واخترتُ المضيَ فيما بدأتُ بهِ ، فلَن أعودَ يوماً إلى مجرَّةِ التِّيهِ والسَّذاجةِ ، ولطالما كان خَياري صائباً يوماً فقد ظفرتُ بنفسي إلى الأبد.
نجلاء بعيون

0 تعليقات